Page 23 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 56 - كانون الثاني / يناير 2022
P. 23
23 العدد - 56كانون الثاني /يناير 2022
zajel@dohainstitute.edu.qa
أقلام
التعـ ّود عـى تلـك المصطلحـات ،التـي يعرفونهـا لكنهـم يُعتـر الفئـة الأضعـف كـا أنّـه يعامـل معاملـة الحـري،
لم يتعــ ّودوا عــى اســتخدامها في الســابق .وهــذا قــد وقـد يرجـع ذلـك للقيمـة الاجتماع ّيـة والنفـوذ السـياس ّي
يجعلهــم في حالــة مــن القلــق اللغــو ّي إلى أن يعتــادوا الـذي يحظـى بـه البـدو ،وأيضـا لأنّهـم لا يمثّلـون الأقل ّيـة
عــى الألفــاظ والمصطلحــات المســتعملة في المنطقــة
في دول الخليــج.
التــي يعيشــون فيهــا.
المستويات اللغويّة وعلاقتها بالقلق اللغو ّي:
وقــد يعــاني المتلقــ ّي أيضــا مــن القلــق اللغــو ّي عنــد
تح ّدثــه مــع أشــخاص ينتقلــون مــن لغــة إلى أخــرى ،فقــد عــادة مــا يشــعر الطــاب بقلــق عنــد انتقالهــم مــن
يخــى المســتمع طــوال الوقــت أن ينتقــل المتحــ ّدث المســتوى العامــ ّي إلى المســتوى الفصيــح خا ّصــة في
إلى اســتعمال لغــة لا يفهمهــا ،كــا أنّــه قــد يضطــ ّر إلى العـروض الشـفويّة ،ويظهـر عـى شـكل خـوف دائـم مـن
إنهــاء المحادثــة لأنّــه لــن يســتطيع المشــاركة فيهــا. الوقــوع في اللحــن ،فالتحــ ّدث باللغــة الفصحــى يخضــع
وتمثّـل قاعـات الدراسـة مثـ ًا محيطًـا اجتماعيًّـا قـد يجمـع لمعايــر معيّنــة؛ ففــي اللغــة العربيــة الفصحــى -مثــا-
أفـرا ًدا مـن جنسـيّات متن ّوعـة ولغـات مختلفـة ،وعـادة مـا يجــد المتحــ ّدث نفســه مجــرا عــى ضبــط الكلــات ،بينــا
تو ّحدهـم لغـة واحـدة مفهومـة لـدى الجميـع ،لكـن أحيانـا العا ّميــات المحك ّيــة لا تخضــع لهــذا المعيــار .وعليــه فــإ ّن
قـد يصعـب عـى أحدهـم فهـم عبـارة أو مصطلـح لكونـه المتحــ ّدث يحــ ّس بالتحــ ّرر عنــد اســتعماله للعام ّيــات أكــر
ليـس متح ّدثـا أصل ّيـا لتلـك اللغـة .ونلحـظ ذلـك في معهـد مــ ّا يحــ ّس بــه عنــد اســتعماله للفصحــى.
الدوحـة للدراسـات العليـا ،فالكثـر مـن الطـاب الذيـن أتـوا التنـاوب اللغـو ّي سـبب لظهـور القلـق اللغـو ّي أم وسـيلة
مــن بلــدان غــر عربيّــة ،قــد لا يفهمــون بعــض العبــارات لاجتنابه؟
باللغــة العربيّــة ،وقــد يعانــون في كثــر مــن الأحيــان في
فهــم الألفــاظ العام ّيــة ،مــا قــد يخلــق حالــة مــن التوتــر التناوب اللغو ّي سبب للقلق اللغو ّي:
عندهــم. إ ّن اعتيــاد الشــخص عــى التنــاوب اللغــو ّي يجعلــه مقيّــ ًدا
بحــ ّد معــ ّن مــن المصطلحــات ،فقــد يوظّــف مصطلحــات
التناوب اللغو ّي كوسيلة لاجتناب القلق اللغوي: مع ّينــة باللغــة الأجنبيّــة ،ولا يكــرث لتعلّمهــا بلغتــه الأ ّم،
وذلــك لاكتفائــه بالمقابــل الــذي تعلّمــه مــن محيطــه
يعــ ّد التنــاوب اللغــو ّي وســيلة لتحقيــق التــوازن اللغــو ّي أ ّولا .ولتوضيــح هــذه الفكــرة ،نســتعين بمثــال مــن الواقــع
في القاعـات الدراسـيّة ،فالطـاب القادمـون مـن خلف ّيـات الجزائــر ّي ،فأغلــب الطــاب تعــ ّودوا عــى اســتخدام
مختلفــة ،قــد يكــون مســمو ًحا لهــم التعبــر بلغــة ثانيــة مصطلحـات مع ّينـة في محيطهم الـدراس ّي نحـو .مق ّرر ،أو
في بعـض المؤسسـات التعليميّـة؛ فيمنحهـم ذلـك فر ًصـا ورقـة بحثيّـة ،لكـن باللغـة الفرنسـيّة ،لـذا؛ فعنـد انتقالهـم
أكـر لمشـاركة أفكارهـم والمسـاهمة في إثـراء الحديـث، للعيــش في بلــد عــرب ّي آخــر قــد تواجههــم صعوبــة في
وبالتــالي يجتنبــون مخاوفهــم المرتبطــة بكفاءتهــم
اللغويــة .فالتنــاوب اللغــو ّي يجعلهــم أكــر تفاعــ ًا مــع
زملائهـم وأسـاتذتهم؛ لأ ّن لهـم حريّـة التن ّقـل بـن لغتـن
متـى مـا واجهـوا مشـكلة عـدم إيجـاد المفـردة المناسـبة
للتعبــر عــن فكــرة معيّنــة.