Page 27 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 56 - كانون الثاني / يناير 2022
P. 27
27 العدد - 56كانون الثاني /يناير 2022
zajel@dohainstitute.edu.qa
أقلام
ســاهمت الأدوار الإقليميــة لدولــة قطــر في زيــادة قوتهــا عـدد السـكان في دولـة قطـر 2,636نسـمة ،وتتمثـل نسـبة
الاســراتيجية في المنطقــة ،إذ أقامــت علاقــات مــع إيــران الســكان القطريــن ٪١٢مــن مجمــوع عــدد الســكان الــكلي،
عــى الرغــم مــن الــراع بــن إيــران ودول مجلــس التعــاون،
كــا اســتطاعت قطــر الوصــول إلى حــزب اللــه والدخــول في وبعــدد 313ألــف نســمة فقــط.
مفاوضـات بسـبب تأييدهـا لإيـران ،فضـ ًا عـن إقامتهـا علاقـات بالتـالي يتمثـل موقـف قطـر السـياسي الصعـب في كونهـا
مـع إسرائيـل عـى اعتبـار أنهـا بوابـة العبـور للولايـات المتحدة
الأمريكيــة ،فأصبحــت قطــر تتمتــع بســمعة مميــزة ،كــا تقـع بـن قوتـن عظيمتـن هـا السـعودية وإيـران.
تعــ ُّد وســيطًا محايــ ًدا بــن الأطــراف المتنازعــة بمثابــة صديــق فدولــة قطــر دولــة صغــرة مــع عــدد ســ ّكان قليــل ،إضافــة
للجميــع ،الأمــر الــذي أكســبها حضــو ًرا وثقــ ًا في المنطقــة، لعـدم امتلاكهـا القـدرة لمواجهـة أ ِّي عـدوان خارجـي عـى
وغــدت لاع ًبــا مؤثــ ًرا في شــؤونها ،ومــا ســاعدها عــى ذلــك أراضيهـا ،ومـا فاقـم هـذا الوضـع سـو ًءا هـو امتلاكهـا ثـروة
هــو وجــود حليــف دولي قــوي يتــولى الدفــاع عــن أمنهــا كبـرة مـن المـوارد الطبيعيـة ،فدولـة قطـر تملـك ثالـث أكـر
واســتقرارها ،وهــي الولايــات المتحــدة الأميركيــة ،بالإضافــة احتياطـ ٍّي مـن الغـاز في العـالم بعـد روسـيا وإيـران ،وتحتـل
لامتــاك دولــة قطــر القــدرات السياســية والاقتصاديــة المرتبـة الأولى مـن إجـالي دخـل الفـرد الـذي يصـل الى ٢٩
والإعلاميــة ،إذ تعــ ُّد قنــاة الجزيــرة أحــد تلــك الســبل والأدوات ألـف دولار سـنويًّا ،الأمـر الـذي جعلهـا مطم ًعـا للـدول الكبـرة
الدفاعيـة التـي اعتمـدت عليهـا الدولـة في تقريـر مكانتهـا،
وتمثــل أحــد أدوات الاســراتيجية الناعمــة في واقــع العــالم فضـ ًا عـن وجودهـا في بيئـة مضطربـة سياسـ ًيّا.
العــربي الــذي افتقــد مثــل هــذه القنــوات الجريئــة والتــي بالتـالي أدركـت القيـادة السياسـية حاجتهـا لنـوع مـن القـوى
تتســم بالمصداقيــة ،ومــا عــزز موقــف السياســة الخارجيــة والتأثــر لحمايــة الدولــة والحفــاظ عليهــا مــن المخاطــر
لقطـر أي ًضـا هـو وجـود بيئـة مسـتقرة داخل ًّيـا نظـ ًرا لمـا يتمتـع المحيطـة ،الأمـر الـذي جعلهـا تبحـث عـن سـبل أخـرى تتقـوى
مــن خلالهــا ،بالتــالي فقــد تب ّنــت دولــة قطــر مزي ًجــا مــن
بــه الشــعب مــن مســتويات معيشــية مرتفعــة. الاســراتيجيات الدفاعيــة والهجوميــة ،وبنــاء تحالفــات مــع
تراوحــت السياســة الخارجيــة القطريــة مــا بــن الوضــوح اســتخدام أدوات وأذرع مــن القــوى الناعمــة ( ) soft power
والتناقـض والمرونـة والغمـوض والبرغمات ّيـة ،الأمـر الذي أدى مـن إعـام وثقافـة وأعـا ٍل خيريـة وإنسـانية وإعـار ،ورياضة
إلى تعظيـم دورهـا السـياسي في ظـل التحولات الكـرى التي واســتثمارات عالميــة ،تهــدف مــن خــال هــذه الاســراتيجية
تشـهدها المنطقـة ،إذ تعتمـد فيهـا النخـب الحاكمـة عـى مـا لتكريـس علاقـة ( ،)brandإذ إنهـا تتقـوى بهـا في ظـل ذلـك
تملكـه مـن مهـارات للتحـرر مـن قيـود الجغرافيـا وتطويعهـا
لتحقيــق أهدافهــا ،وبالتــالي يــرى العديــد مــن الدارســن أن الواقــع الجيوســياسي الحــرج.
الحــدود بــن المحــددات الداخليــة والخارجيــة قــد تلاشــت في يعتــر ســمو الشــيخ الوالــد حمــد بــن خليفــة آل ثــاني بــاني
ظـل تنامـي الظـروف والمتغـ ّرات العالميـة والإقليميـة ،كـا النهضــة الحديثــة لدولــة قطــر ،والقائــد الــذي اســتطاع مــن
أن خيـارات الدولـة في السياسـة الخارجيـة لا تحددهـا العوامـل خــال قيادتــه الرشــيدة ورؤيتــه الطموحــة تحقيــق مكاســب
الخارجيــة فحســب ،بــل تحــدد مــن خــال المعتقــدات والأفــكار مـن شـأنها تعظيم تلـك الدولـة الصغـرة جغراف ًّيـا ،والعظيمة
التـي يتبناهـا الأفـراد ،بالتـالي فـإن عامـل الأيدلوجيـا والأفـكار شــأنًا ،واســتطاع كســب ذلــك عــن طريــق اســتخدام أدوات
للنخـب الحاكمـة لهـا دور فاعـل في تحديـد خياراتهـا الخارجيـة القـوة الناعمـة ،كـا أن أهـم مـا يميـز حكمـه هـو اسـتقلال
وسياســتها الإقليميــة ،والتــي أ ّدت إلى تجنيــد عوامــل البنيــة سياسـته الخارجيـة ،فقـد طـرأ التحول عـى السياسـة القطرية
والقيــود الجغرافيــة لمصلحتهــا ،فــا يمكــن فهــم سياســة وبروزهـا كفاعـل ولاعـب إقليمـي مؤثـر في القضايـا الدوليـة
الــدول بمنــأى عــن الحــدود الجغرافيــة ،فقــد كانــت خيــارات والإقليميــة ،وظهــرت مواقفهــا في العديــد مــن الحــروب
النخبــة الحاكمــة تتمركــز حــول مقدراتهــا وثرواتهــا الطبيعيــة والنزاعـات التـي حدثـت في دول المنطقـة خـال العقـد الأخـر.
وتوظيفهــا لخدمــة أجندتهــا السياســية.