Page 17 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 51 آب / أغسطس 2021
P. 17
17 العدد - 51آب /أغسطس 2021
zajel@dohainstitute.edu.qa
المحـدودة ،لا لتعريـف المصطلحـات العلميـة في مياديـن العلـم. النظامــي .ويــدرك مــن علــم الدلالــة أ ّن الطريقــة التــي تتكــ ّون
وكذلـك تحـت مظلـة اللسـانيات التطبيقيـة ،يعلـم اللسـاني عـددا بهـا معـاني الألفـاظ واحـدة وإن كانـت التفريعـات حولهـا تختلـف
مـن الألفـاظ يـدل كل واحـد منهـا عـى أكـر مـن معنـى ،ولا توجـد باختــاف المجتمعــات والزمــان والمــكان .فيملــك القــدرة عــى
ألفــاظ تــدل عــى معنــى واحــد تمامــا .وأســباب وجــود تعــدد تطبيــق هــذه المعرفــة عــى دراســة المعنــى في عــدة لغــات.
المعــاني في كلمــة واحــدة كثــرة ،مــن التعميــم والتوســع وشـأن مـن اتّخـذ اللسـانيات التطبيقيـة ميـدان الدراسـة لم يخالـف
مثــل مــا جــاء في قولــه تعــالى( :واتبعــت ملــة آبــائي إبراهيــم نظــره في القســم النظــري؛ لديــه تف ّرعــات لســانية كثــرة
وإســحاق ويعقــوب) يوســف .38/حيــث اســتعمل الكلمــة "آبــاء" بإمكانــه أن يســتفيد منهــا .إن لم يخــر اللســانيات الحاســوبية،
بمعنـى "أجـداد" ،إلى نقـل الكلمـة مـن مجـال إلى آخـر والاختـاف قــد يقــف عنــد اللســانيات المعجميــة فيفهــم مفــردات اللغــة
اللهجــي واســتعمال لفــظ واحــد في مجــالات شــتى .وكذلــك التــي يســتعملها الناطقــون بهــا ويــدرس التطــورات التــي
يعـرف كيفيـة ترتيـب المعاجـم سـواء قديمـة أو حديثـة ،ويطّلـع ألمّـت بالمفـردات أو بعضهـا ،والمعـاني المتعـددة للفـظ واحـد،
عـى تاريـخ مـواد المعاجـم بالنظـر إلى أصلهـا وتطورهـا وصلتهـا والمترادفـات والأضـداد وغيرهـا مـن القضايـا المتعلقـة بمفـردات
اللغــة .وقــد يميــل إلى فهــم قضايــا الصناعــة المعجميــة مــن
باللغــات الأخــرى. تحديــد طــرق جمــع البيانــات اللغويــة اللازمــة لبنــاء المعجــم
ومــا يدركــه دارس الترجمــة مــن منظــور اللســانيات التطبيقيــة إلى كيفيـة اختيـار المداخـل وترتيبهـا ،مـرو ًرا بإعـداد التعريفـات،
ليــس بقليــل؛ حيــث إنــه ســيتدرب عــى كيفيــة أن يجعــل في
ذهــن القــارئ آثــا ًرا تقــارب الآثــار التــي يعرضهــا النــص الأصــي والــروح ،إلى غيرهــا مــن القضايــا.
عنــد قراءتــه ،ويملــك القــدرة عــى النظــر إلى الترجمــة بمــا ومـن هنـا أيضـا ،يـدرك اللغـوي قواعـد التعريـف الثـاث المتداولـة
هــي خطــاب وعمليــة فهــم فضــا عــن كونهــا معرفــة علاقــات في علــم المعجــم الصالحــة للتطبيــق عــى أغلبيــة معاجــم
منطقيـة لنـص وإدراك المعـاني الأساسـية والثانويـة لمفرداتـه، اللغـات؛ أولهـا تجريـد التعريـف مـن الـدور ،ويقصـد بذلـك -عـى
ســبيل المثــال -تعريــف "الســاح" ب"الجــود" ثــم يعــ ّرف "الجــود"
وجعــل العوائــق بــن لغتــن عنــد الترجمــة علائــق. ب"الســاح" .والقاعــدة الثانيــة هــي وصــف المفــردات بطريقــة
بنـاء عـى مـا سـبق ،يصـح القـول إ ّن أهميـة دارسـة اللسـانيات واضحـة مختـرة وبعيـدة عـن الغمـوض ،لتكـون العبـارة بسـيطة
لا تحــى ،ومنهــا امتــاك كفــاءة عاليــة في ممارســة البحــث يفهمهــا جــل النــاس .وآخرهــا إحــال كلمــة محــل أخــرى؛ أي:
العلمـي لمعالجـة الظواهـر اللغويـة ،وتسـهيل طـرق ووسـائل تعريــف الكلمــة بالســهل الشــائع مــا يجــري عــى الألســنة.
تعليــم اللغــة للناطقــن وغــر الناطقــن بهــا ،إضافــة إلى ويعــرف الــدارس أن طريقــة الإحــال صالحــة للتعريــف في
الاسـتقلال الفكـري والحـس النقـدي .كـا يكـون لـدى الـدارس المعاجــم الوســيطة والمختــرة صنعــت للأهــداف التعليميــة
اللســاني القــدرة الكافيــة عــى تصحيــح بعــض الإعوجاجــات
المتراكمــة والمتوارثــة في مســار الدراســات اللغويــة عــر
التاريــخ ،وقــد يعمــل مترجــ ًا في قطاعــات كثــرة ،أو محــر ًرا
ومراجعــا ،أو يؤســس مكتبًــا خا ًصــا للترجمــة ،وقــد يختــار مســار
مهنــي في مجــال التدريــس أو غــره.