Page 16 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 51 آب / أغسطس 2021
P. 16
16 العدد - 51آب /أغسطس 2021
zajel@dohainstitute.edu.qa
أقلام
علم اللسان بين النظرية والتطبيق
إبراهيم حامد إذا قيـل هـذا الرجـل لسـاني يخطـر ببـال كثـر مـن ال ّنـاس أنـه
يجيـد أكـر مـن لغـة واحـدة .وقـد تكـون الفكـرة صحيحـة إلى
•برنامج ماجستير اللسانيات والمعجمية العربية حـد مـا؛ لأ ّن أغلبيـة اللسـانيين متمكنـون في لغتـن بالإضافـة
إلى مـا يجيـدون بالمسـتوى السـطحي مـن عـدة لغـات ،لكـن
وطولهــا وشــ ّدتهما ي ْقــدر عــى التمييــز بــن رقــة صــوت مــا يتضمنــه معنــى اللفــظ أوســع مــن ذلــك .لقــد تو ّســعت
المـرأة وصـوت الرجـل ،ورقـة صـوت الطفـل بالقيـاس إليهـا. مجـالات اللسـانيات وتجـ ّددت بعـد الحربـن العالميتـن ،ودخلـت
كذلــك يفهــم اللســاني التحــ ّولات الســياقية التــي تحــدث في كثـر مـن جوانـب الحيـاة الثقافيـة والاجتماعيـة والنفسـية
في صـوت لغـة مـا مـن خـال اللسـانيات النظريـة .فيـدرك أ ّن والتعليميــة وغيرهــا .وبالنظــر العــام إليــه اليــوم يمكــن
التطــور الصــوتي في اللغــة الطبيعيــة قــد يكــون مــن اتجــاه تقســيمه إلى قســمين :أولهــا اللســانيات النظريــة ،والآخــر
الأســهل إلى الأصعــب ،ومثــال ذلــك هــو مســألة الإدغــام اللســانيات التطبيقيــة .تحــاول هــذه المقالــة تســليط الضــوء
في اللغـة العربيـة .وكذلـك قـد يتفاجـأ أ ّن اللهجـات واللغـات عـى أهميـة مـا ينـدرج تحـت كل مـن القسـمين مـن مجـالات
المتفرعـة عـن أيـة لغـة قـد تكـون أصعـب مـن لغتهـا الأصليـة،
ومــن أوضــح الأمثلــة عــى ذلــك اللغــة الفرنســية المتفرعــة يمكــن لــدارس اللســانيات التخصــص فيهــا.
عــن اللغــة اللاتينيــة .وفي ضــوء مجــال اللســانيات النظريــة مـن سـلك سـبيل اللسـانيات النظريـة -مثـا -يجـد أمامـه علومـا
في الوقــت نفســه ،يتعلــم اللغــوي العلاقــة بــن الترتيــب عديــدة يمكنــه الاســتفادة منهــا ،ومــن ذلــك علــم الأصــوات
الصــوتي والمعنــى الــذي يؤديــه الصــوت ،ويــدرك أ ّن عبــد الــذي مــن خلالــه يقــف الــدارس عنــد الظاهــرة الصوتيــة في
القاهــر الجرجــاني ،والســويسري دي سوســر أنكــرا وجــود لغــة مــا ( )Phonemeمــن نــواح مختلفــة حســب هدفــه؛ إن
علاقــة بينهــا ،وإن كانــت المســألة مــا زالــت جدليــة .وعــى شـاء بـادر إلى تحليلهـا أو وصفهـا وصفـا دقيقـا حتـى يعلـم
كل ذلـك يملـك القـدرة عـى صيـغ الدراسـات اللغويـة بالطابـع مخارجهــا وهيئاتهــا مــن رخــاوة وشــ ّدة وهمــس وجهــر
واسـتعلاء وغيرهـا مـن الهيئـات المختلفـة لصـوت واحـد ،وإن
المعــاصر. شــاء تعــ ّرف عــى أعضــاء النطــق كلهــا وحركاتهــا .ويجعــل
ومـن أهميـة دراسـة اللسـانيات النظريـة معرفـة طرائـق بنـاء ذلــك أساســا في معرفــة التأثــر والتأثّــر وتفســر التغيــرات
الكلمــة ومــا يطــرأ عليهــا مــن التغيــرات اللفظيــة ،ودلالاتهــا الصرفيـة التـي تقـع بـن أصـوات كلمـة واحـدة ومتجاوراتهـا
المختلفــة في عــدة لغــات .وكذلــك ،مــن خــال علــم تاريــخ بالإضافـة إلى معرفـة الصيـغ النطقيـة المتفرعـة عـن الأصوات
الألفـاظ ،تُف َهـم الألفـاظ بالنظـر إليهـا عـر تاريـخ اللغـة نفسـه،
وصــات اللغــة بأخواتهــا مــن الأسرة اللغويــة الواحــدة ومــن (.)Allophones
الأسر المختلفــة ،وفي إطارهــا التاريخــي اللهجــي المتعــدد وبنــاء عــى تلــك الخــرة ،يمكــن للســاني القيــاس عــى
المنتمــي إلى لغــة واحــدة .عــاوة عــى ذلــك ،قــد يــدرس النظـام الصـوتي في بقيـة اللغـات ،ويكـون مؤهـا لدراسـة
دارس اللســانيات النحــو في الأنظــار اللســانية ،فيطلــع عــى الأصـ�وات اللغويـ�ة مـ�ن بـ�اب الظاهـ�رة الإنسـ�انية العامـ�ة( (�Pho
نظرياتـه مثـل النظريـة البنيويـة ،والتوليديـة ،والقوالـب والنحو .)neticsويجـدر الذكـر أن اللسـاني الـذي أدرك هيئـة الذبذبـات
عنــد صفــة الجهــر بحســب معيــار كتلــة الوتريــن الصوتيــن