Page 22 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 53 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

‫‪22‬‬ ‫العدد ‪ - 53‬تشرين الأول ‪ /‬أكتوبر ‪2021‬‬
‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬
‫مراجعات‬
‫رواية الدفتر الكبير للكاتبة‬
‫أغوتا كريستوف‬

‫(إن الإنسان‬
‫الذي يدخل‬
‫الحرب ليس هو‬
‫الإنسان الذي‬
‫يخرج منها)‬

‫لإمكانيــة الفصــل بينهــا‪.‬‬ ‫إنــه إنســانيتهما!‬ ‫ ▪ياسمين المصري ‪ /‬طالبة في برنامج ماجستير‬
‫وعليــه فــإن مســار الأحــداث في الروايــة لم‬ ‫عــر أحدنــا إلى البلــد الآخــر‪ ،‬أمــا مــن بقــي‬ ‫علم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬
‫يكــن ســوى صــرورة لإعــداد التوأمــن إلى‬
‫مرحلـة القـدرة عـى الانفصـال‪ ،‬التـي مثلـت‬ ‫فقــد عــاد إلى بيــت الجــدة‬ ‫لا لا‪ ،‬ليســت الخســائر الماديــة ولا الدمــار ولا‬
‫ذروة التغــر في طبيعــة شــخصياتهما‪،‬‬ ‫الروايــة برمتهــا قائمــة عــى أســلوب‬ ‫الجثــث والجرحــى‪ ،‬بقــدر مــا هــي طفولــة‬
‫لتحمــل بذلــك العنــوان الأكــر للفكــرة التــي‬ ‫الصدمـة‪ ،‬فخـال جميـع صفحاتهـا لا تتوقـف‬ ‫مســفوحة عــى مذبــح الحــرب‪ ،‬هــي أعمــق‬
‫تضمنتهـا الروايـة وهـي‪" :‬إن الإنسـان الـذي‬ ‫الطبيعــة الشــا ّذة للشــخصيات عــن إثــارة‬ ‫وأبشـع مـا تخلفـه الحـروب في المجتمعـات‬
‫يدخـل الحـرب ليـس هـو الإنسـان الـذي يخـرج‬ ‫دهشــتنا‪ ،‬إلا أن المفاجــأة الكــرى وذروة‬ ‫الإنســانية‪ ،‬هــذا مــا تحــاول روايــة الدفــر‬
‫الصدمـة تمثلـت في النهايـة التـي آلـت إلى‬
‫منهــا"‪.‬‬ ‫الانفصــال بــن التوأمــن‪ ،‬بعدمــا كان مــن‬ ‫الكبــر إخبارنــا بــه‪.‬‬
‫المسـتحيل عليهـا تح ّمـل ذلك في السـابق‪،‬‬ ‫تُفتتــح الروايــة بانتقــال الطفلــن التوأمــن‬
‫مسار التغير‬ ‫فلـم تتحـدث الروايـة عـن الكثـر مـن الأحـداث‬ ‫إلى بيــت الجــ ّدة بســبب ظــروف الحــرب في‬
‫التـي تخللـت حيـاة التوأمـن قبـل الرحيـل إلى‬ ‫المدينــة الكبــرة وهــو مــا أ ّدى إلى إجــاء‬
‫تُصــ ّور الروايــة مســار التغــر الــذي تُحدثــه‬ ‫بيـت الجـدة سـوى مـا يخـدم هـذه الفكـرة‪،‬‬ ‫الأطفــال إلى أماكــن أخــرى ُت َّكنهــم مــن‬
‫الحــرب في الــروح الإنســانية عــر مجموعــة‬ ‫وهــي قصــة محاولــة الفصــل بــن التوأمــن‬ ‫تجــاوز الحــرب دون خســارة حياتهــا‪ ،‬نعــم‬
‫مــن التمرينــات التــي يقــوم بهــا التوأمــن‬ ‫في المدرســة التــي انتهــت بحمــل أحدهــا‬ ‫لم يخــر التوأمــن حياتيهــا فقــد عاشــا‬
‫لمسـاعدة أنفسـهما عـى تحمـل آلام الحياة‬ ‫للمستشــفى إلما ًعــا لرفضهــم المطلــق‬ ‫ولكنهــا خــرا مــا هــو أهــم مــن العيــش‪:‬‬
‫تحـت وطـأة الحـرب تتضمـن (تمرينـات العمـى‬
‫والصــم والصــوم والتســ ّول وتمريــن الــروح‬