Page 23 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 46 - كانون الثاني/ يناير 2021

‫‪23‬‬ ‫العدد ‪ - 46‬كانون الثاني‪/‬يناير ‪2021‬‬
‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬

‫إن ذلـك مـن شـأنه أن يضمـن ولا ًءا أكـر للعاملـن لمنظمتهـم‬ ‫فورمــان‪ ،‬وكان الرجــل المكلــف بتقييــم مواطــن الازدواجيــة‬
‫وزيــادة رغبتهــم بتحمــل المســؤولية جن ًبــا إلى جنــب مــع‬ ‫والتداخــل بعمــل الأجهــزة الحكوميــة الفيدراليــة بعهــد إدارة‬
‫الإدارة‪ ،‬وأكــر اســتعدا ًدا للتضحيــة إن تطلــب الأمــر‪ ،‬والقبــول‬ ‫الرئيــس بــوش‪ ،‬أن ‪ 32‬برنامــج خدمــة حكوميــة يتــم تقديمهــا‬
‫بفلسـ�فة المشـ�اركة بالغـ�رم( (�‪share-the-pain philoso‬‬ ‫مــن قبــل ‪ 19‬جهــة حكوميــة‪ ،‬فضــا عــن وجــود ‪ 18‬نظا ًمــا غــر‬
‫‪ .)phy‬فعندمــا انتهجــت شركــة زيلنكــس (‪ )Xilinx‬الأميركيــة‬ ‫موحــد للمرتبــات والدفــع‪ .‬هــذا‪ ،‬وقــد أثبتــت أزمــة جائحــة‬
‫هــذا الأســلوب واســتطاعت تجــاوز أزمتهــا الاقتصاديــة دون‬ ‫كورونــا أنــه مــن الممكــن جــ ًدا تقديــم الكثــر مــن الخدمــات‬
‫اللجــوء لفكــرة الاســتغناء عــن العاملــن أو تسريحهــم‪ ،‬لم‬ ‫للمســتفيدين منهــا إلكترونيــا وعــن بعــد وتبســيط إجــراءات‬
‫يجــد عاملوهــا ســانحة إلا وعــروا فيهــا عــن مــدى فخرهــم‬ ‫الحصـول عليهـا وأن كثـر مـن الوظائـف يمكـن القيـام بهـا عـن‬
‫بعــد‪ ،‬حتــى بأكــر المنظــات بيروقراطيــة منهــا كالحكوميــة‪،‬‬
‫بانتمائهــم لشركتهــم‪.‬‬
‫خلاصـة القـول جـرى العـرف لـدى كثـر مـن المنظـات باختلاف‬ ‫بيــد أن ذلــك كان بالأمــر شــبه المســتحيل قبــل الجائحــة‪.‬‬
‫أشـكالها‪ ،‬وحـال مواجهتهـا لظـروف اسـتثنائية أزماتيـة طارئـة‪،‬‬
‫أن تنتهــج سياســات وإجــراءات وخطــط تقشــفية قصــرة‬ ‫خطة تغيير تنظيمي محكمة لإدارة ملف التقشف‬
‫المـدى وعـى رأسـها تسريـح العاملـن أو الاقتطـاع المبـاشر‬
‫مــن مرتباتهــم وامتيازاتهــم وذلــك للأســباب التــي أوردناهــا‬ ‫مــن الأهميــة بمــكان لإدارة عمليــات التقشــف أن تتبنــى‬
‫ســاب ًقا‪ .‬بيــد أن قلــة قليــة مــن المنظــات التــي تعتمــد‬ ‫المنظــات خطــة تغيــر معلنــة ذات رؤيــة واضحــة المعــالم‬
‫إجـراءات أكـر رشـ ًدا وفاعليـة عـى المـدى البعيـد‪ ،‬تسـتطيع‬ ‫لجميـع الأطـراف المتأثـرة وذات العلاقـة‪ ،‬تكـون عـى مراحـل‪،‬‬
‫مـن خلالهـا أن تحافـظ عـى أهـم مواردهـا وهـي رأسـالها‬ ‫تبـ ّن فيهـا دور ومسـؤولية كل الأطـراف وكيفيـة تأثّرهـم بهـا‪،‬‬
‫عـى أن يتـم فيهـا إشراكهـم في صياغتهـا وتنفيذهـا‪ .‬كـا‬
‫البــري‪.‬‬ ‫يجـب أن تشـتمل الخطـة خططًـا أخـرى بديلـة لإحـداث التغيـر‬
‫إن الأزمــات ومــا يرافقهــا مــن ظــروف اســتثنائية قــد تكــون‬
‫قاهــرة أحيانًــا وتهــدد وجــود المنظــات باختــاف أشــكالها‪،‬‬ ‫المطلــوب‪.‬‬
‫متوقعـة الحـدوث بـأي وقـت ولأي سـبب‪ .‬إلا أن التحـدي الأكـر‬ ‫أمـا فيـا يتعلـق بنظـم اتخـاذ القـرارات والتصرفـات الإداريـة‪،‬‬
‫ليـس بالأزمـة نفسـها‪ ،‬ولا بالإجـراءات التقشـفية التـي تتخذهـا‬ ‫فعــى الإدارة أن تلتــزم بمبــادئ الحوكمــة الرشــيدة وأن‬
‫المنظمــة‪ ،‬بــل بكيفيــة إدارتهــا الإدارة الأنجــع‪ .‬الأزمــة حتــا‬ ‫تكــون شــ ّفافة‪ ،‬واضحــة‪ ،‬صادقــة وصريحــة بمــا يكفــي وأن‬
‫سـرحل بنهايـة المطـاف‪ ،‬وتصبـح جـز ًءا مـن ذاكـرة المنظمـة‪،‬‬ ‫تكشــف لعامليهــا الأوضــاع التــي تواجههــا منظمتهــم‬
‫فـإن أحسـنت إدارتهـا‪ ،‬تحولـت تجربـة إيجابيـة لأمـد بعيـد‪ ،‬وإلا‬ ‫والموقــف المــالي لهــا وإلى أيــن تريــد أن تتجــه‪ .‬كــا عــى‬
‫فســتترك آثــا ًرا نفســية ســلبية عــى كل مــن عاشــوها‪ ،‬يمتــد‬ ‫الإدارة أن تقــدم لهــم إيجــا ًزا مســتم ًرا حــول مــدى التقــدم‬
‫بتنفيـذ الخطـة والعوائـق التـي تعترضهـا‪ ،‬وأن تسـتمر بـإشراك‬
‫أثرهــا أمــ ًدا طويــ ًا بالمســتقبل‪.‬‬ ‫العاملــن والاســتماع لوجهــات نظرهــم ومقترحاتهــم حــول‬

‫كيفيــة مواجهــة تلــك العوائــق وكيفيــة التعامــل معهــا‪.‬‬