Page 24 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 46 - كانون الثاني/ يناير 2021
P. 24
24 العدد - 46كانون الثاني/يناير 2021
zajel@dohainstitute.edu.qa
أقلام
قراءة في كتاب الفكر العربي في عصر النهضة
فوزي الغويدي يعتـر كتـاب الفكر العـربي في عصر النهضـة 1939_1798م
مـن الكتـب المبكـرة التي أ ّرخـت للفكـر العـربي في القرنين
•برنامج ماجستير التاريخ التاسـع عـر والعشريـن ،ومؤلفـه المـؤرخ ألـرت حـوراني
(1993_1915م) الـذي اعـرض عـى ترجمـة عنـوان الكتـاب
المرحلـة الثانيـة (1900_1870م) وأبـرز روادهـا جـال الدين حيــث اُســتخدم لفــظ نهضــة بــد ًل عــن ليــرالي المــرادف
الأفغـاني ومحمـد عبـده ،وهـا يمثـان جيـل التوافق. الصحيــح لــذات اللفــظ في اللغــة الإنكليزيــة ،حيــث يــرى
حـوراني أن كلمـة نهضـة تأخـذ انطبا ًعـا مختل ًفـا عـن كلمـة
وفي المرحلـة الثالثـة (1939_1900م) تطـور الفكر العربي
وظهــر جيــل منقســم إلى فريقــن أو أكــر ،ويمكــن أن ليـرالي.
نطلــق عــى رموزهــا جيــل الانقســام .والمرحلــة الرابعــة يبـدأ حـوراني كتابـه بعنـوان الدولـة الإسـامية ويسـتفتح:
(1962_1939م) تمثِّـل الجيـل الـذي عـاصره المؤلـف ويـرى "العـرب أشـد شـعوب الأرض إحسا ًسـا بلغتهـم" ثـم ينطلـق
بـأن رواده قـد اسـتطاعوا الموافقـة الجزئيـة بـن الحداثـة في تعريــف الإســام مــن جــذوره بــرد "كرونولوجــي"
بدايـة مـن دعـوة الرسـول محمـد صـى اللـه عليـه وسـلم
وال ـراث. للإســام ،مــرو ًرا بعهــد الخلفــاء الراشــدين ،ويعطــي
جيل الصدمة حــوراني صــورة للتطــور التاريخــي في الفكــر العــربي
موض ًحـا لحظـات التقـارب والتباعـد بـن النمـوذج والواقـع،
لم يــؤرخ حــوراني الفكــر عــن طريــق المــدارس بــل عــن ويضيــف بــأن المســلمين يتطلعــون إلى العــر الأول في
طريــق الشــخصيات الرائــدة حيــث اســتخدم الجــزء في الإسـام كنمـوذج يحتـذى بـه في المسـتقبل ،غافـ ًا عـى
معرفــة الــكل ،ويبــدأ بتنــاول رفاعــة رافــع الطهطــاوي أن روح الإســام يتمثــل بالفعــل الثــوري عــى مــا هــو
(1873_1801م) بــرد لســرته والســنوات الخمــس التــي
قضاهـا في باريـس وأثـرت في أفـكاره ،وطـرح سـؤال كيـف ســلبي.
يلــج العــالم الإســامي في عــر الحداثــة دون أن يتخــى
عـن الإسـام؟ وحينـا نقـول إنـه مـن جيـل الصدمـة لا نعني تقسيم حوراني لتأريخ الفكر العربي
بـأن فمـه بقـي مشـدو ًها لهـول الصدمـة التـي حدثـت لـه
في زيارتــه لباريــس ،وإنمــا قــدم أطروحــة نلخصهــا كــا لفهـم كتـاب حـوراني يتوجـب معرفـة تحقيبـه لتاريـخ الفكر
قدمهــا حــوراني كالآتي :يجــب عــى الشريعــة أن تتــاءم العــربي حيــث يــرى بــأن اللحظــة الفارقــة هــي الحملــة
مــع واقــع اليــوم ،التربيــة الصحيحــة تقــود إلى شــعب الفرنسـية ،بنـا ًء عـى ذلـك يمكـن تقسـيم المراحـل حسـب
مؤهــل يســتطيع أن يشــرك في الحكــم دون الولــوج إلى تطـور الفكـر العـربي إلى أربـع مراحـل ،حيـث تبـدأ المرحلـة
الأولى (1870_1798م) مـن الحملـة الفرنسـية عـى مـر،
أحقيــة الحاكــم. وأبـرز روادهـا رفاعـة الطهطـاوي وخـر الديـن التونـي،
ثــم ينتقــل المؤلــف إلى شــخصية خــر الديــن التونــي اللــذان يمثــان جيــل الصدمــة ومحاولــة التوافــق .أمــا