Page 25 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 45 - كانون الأول/ديسمبر 2020
P. 25
25 العدد - 45كانون الأول/ديسمبر 2020
zajel@dohainstitute.edu.qa
لغة ال ّضاد
أنوار العرفي فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسنيaa
•برنامج ماجستير الصحافة ومنكم وإن ع َّز الدواء أساتي
فلا تَ ِكلوني لل ّزمان فإنّني
أشراك الخطــأ.
-بيــان أهم ّيــة المطالعــة والقــراءة ،والحــ ّث عليهــا، أخا ُف عليكم أ ْن تحي َن َوفاتي
-ولا أقــول القــراءة الهزيلــة الضعيفــة -بــل القــراءة
الجــا ّدة المتينــة ،والمدارســة والمصابــرة ،والغــوص غـاب حافـظ إبراهيـم ،وحـرت حروفـه التـي بـى بهـا
في كتــب زهــرة الأعــام والأدبــاء ،ودواويــن ال ِّشــعر
وكتــب اللغــةِ ،مــ َن ال ّســابقين والمتق ِّدمــن ،ورفــع اللغــة منــذ ســنين ،ولكــن أصــوات كثــرة تقــول :عــذ ًرا
شــأن ال ِكتــاب وال ُكتَّــاب -وال ُكتَّــاب الحــ ّق -فقــط ،لا َمــن يـا ناعـي ال ّضـاد! فاللّغـة العرب ّيـة صخـر ٌة صلبـ ٌة تتكـ ّ ُر
يسـيئون إلى اللّغـة والكتابـة بهذرهـم العامـ ّي عـى عــى ســفحها ك ّل الأزاميــل ..فلــرثي اليــوم معــ َر
القراطيـس ،ويلـوون ذراع العرب ّيـة مـن حيـث يشـعرون
أو لا يشـعرون! بدعـوى أنّهـم ُكتَّـاب ولديهـم مؤلّفـات. ال ّناطقــن بهــا والكاتبــن.
عــى المســتوى الجامعــي تغيــب العربيــة الوســطى
فــر ّب كتــاب ليــس لــه مــن الحــ ّظ إ ّل الاســم.
والقــراءة الجــادة تســاعد المــرء عــى تَكويــن َملَكــة والفصيحــة كذلــك ،لتحــ ّل بــد ًل منهــا اللغــة العام ّيــة،
ومــا يضــ ُع الأمــ َر تحــت مجهــر القلــق ،هــو أ َّن الطّلبــ َة
لغويّــة تعينــه في حياتــه العمل ّيــة. الجامعيــون هــم قــادة الغــد ،ور ّواد المســتقبَل،
يقــول الأديــب المــر ّي المعــروف (زكي مبــارك)« :إ َّن وعليهــم مــن المســؤوليّة مــا يَســتدعي حرصهــم
شـبا َن اليـوم لا يعرفـون الشـعر ولا يتناشـدونه ،وتلـك
خســارة فادحــة؛ لأ َّن الــذي لا يعــرف ال ِّشــعر لــن يكــون وتفانيهــم في حمايــة عريــ ِن لغ ِتهــم.
عـى ميـزان المقارنـة فالتاريـخ لا يمـ ُّت للحـاض ِر ِب ِصلَـة؛
يو ًمــا كاتبًــا مجيــ ًدا ولــو لطّــ َخ وجهــه بالمِــداد«! فاليــوم تاهــت خطــى العربيّــة بيننــا ،وضــاع مجدهــا،
حــاض ٌر يُنبــئ بمســتقب ٍل مجهــول ،لكــن يبقــى للغــ ِة وتركنــا ع ّزهــا هشــي ًم تــذرو ُه ال ِّريــاح ،وأصابتْ َنــا ســهام
أهلهــا والقائمــون عليهــا ،والمتم ّســكون ِبوثا ِقهــا؛ الثقافــ ِة الغربيّــة ،وتم ّنعنــا عــن لغتنــا جهــا ًرا نهــا ًرا،
وهــؤلاء هــم الأمــل المتبقــي عــى خارطــة اللغــة وخلطنـا العرب ّيـة بغي ِرهـا مـ َن اللّغـات لِنفقـ َد كنـ ًزا ثمي ًنـا،
العرب ّيــة ،وهــم المعنيــون بالمحافظــ ِة عليهــا
ورعايتهــا ،والتّحــدث والكتابــ ِة بهــا ،لترقــى وتقــوى، ومجــ ًدا تليــ ًدا.
ولننهــ َض باللّغــ ِة العرب ّيــة ،ونُعيدهــا إلى ســرتِها
وتبقــى الأنقــى. الأولى؛ فعلينــا -كطلبــة إعــا ٍم -أ ْن نتج ّنــ َب الكتابــة
لغــ ٌة ك ّرمهــا اللــه ســبحانه لتكــون لغــ ًة لكتا ِبــه الكريــم والتحــ ّدث باللّهجــة العاميّــة ،ولا ســيّما في المقابــات
حيــث قــال{ :إنَّــا أنزلنــا ُه قرآنًــا عرب ًيّــا لعلَّكــم تَع ِقلــون} والمقـالات ،وأ ْن نبـ ِّ َن الأخطـاء ال ّشـائعة ،والمصطلحـات
ف ُكـن أنـ َت َمـن يحمـي عريـن اللغـة ،وكـن أنـت سـفيرها ال ّدخيلـة عـى العربيّـة ،ومـن ثـ ّم نص ّححهـا لـي لا يَقـع
في ك ِّل مــكان! النــاس بهــا.
-قـراءة المعاجـم ،والتب ّحـر فيهـا ،والرجـوع إلى المظان
والمصــادر ،واســتخراج النفائــس منهــا وتدارســها؛ مــا
يســاهم في العصمــة -أو يقلّــل -مــن الوقــوع في