Page 22 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 45 - كانون الأول/ديسمبر 2020

‫‪22‬‬ ‫العدد ‪ - 45‬كانون الأول‪/‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬
‫أقلام‬

‫إدارة التقشف في ظل الأزمات‪ :‬مبادئ وقواعد مهمة (‪)1‬‬

‫الدكتور علي المستريحي‬ ‫لقــد كــرت أزمــات العــر الحديــث وتعــددت أشــكالها‬
‫ومســبباتها‪ ،‬الأمــر الــذي تجــد فيــه كثــر مــن المنظــات‬
‫ •أستاذ مساعد‪ ،‬برنامج ماجستير الإدارة العامة‬ ‫نفســها مضطــرة لاتخــاذ إجــراءات تقشــفية قاســية لخفــض‬
‫وترشـيد نفقاتهـا مـن أجـل بقائهـا‪ .‬ولكـن اللافـت أن كثـر مـن‬
‫تقشــفية هــي أن تتجنــب الاقتطــاع مــن رواتــب وبــدلات‬ ‫المنظــات تقــوم بهــذه الإجــراءات بشــكل أقــرب مــا يكــون‬
‫العاملـن لديهـا أو الاسـتغناء عنهـم قـدر الإمـكان‪ ،‬أو عـى‬ ‫للارتجاليــة غــر المحكمــة‪ ،‬ودون اتبــاع منهــج محــ ّدد مضبــوط‬
‫الأقــل تج ّنــب أن يكــون ذلــك أول الحلــول‪ ،‬بــل المــاذ الأخــر‪،‬‬ ‫بأطـر إداريـة ومبـادئ وقواعـد رصينـة‪ .‬والمثـر للاهتـام هنا‪،‬‬
‫لأن المـورد البـري هـو أهـم مـوارد المنظـات والمحـرك‬ ‫أن الأدبيــات الإداريــة لا زالــت تفتقــر‪ ،‬وبشــ ّدة‪ ،‬إلى مــا يمكــن‬
‫لهـا جميعـا‪ .‬وبالرغـم مـن الظـروف العاصفـة الحاليـة التـي‬ ‫أن يســعف المنظــات ويســاعدها عــى اتخــاذ قــرارات أكــر‬
‫خلفتهـا جائحـة كورونـا (كوفيـد‪ ،)-19‬إلا أن عـد ًدا مـن الـركات‬
‫المعروفــة في الهنــد مثــل ‪ Asian Paints‬و & ‪‎Johnson‬‬ ‫فاعليــة ورشــدا في إدارتهــا لعمليــات التقشــف‪.‬‬
‫‪Johnson‬حاولــت الصمــود بقــوة وتجنبــت الاقتطــاع مــن‬ ‫هـذا المقـال هـو محاولـة جـادة وأساسـية لتطويـر مجموعـة‬
‫رواتـب العاملـن ومنافعهـم‪ ،‬بـل وبالعكـس‪ ،‬اسـتمرت بمنـح‬ ‫مــن المبــادئ والقواعــد التــي يمكــن الاسترشــاد بهــا لضبــط‬
‫الترقيـات والزيـادات المقـ ّرة‪ ،‬باعتبـار أن العاملـن خـال هـذه‬ ‫وحوكمــة عمليــة إدارة التقشــف والترشــيد المــالي والإداري‬
‫الظـروف هـم أحـوج مـا يكونـوا للدعـم المـادي والمعنـوي‪.‬‬ ‫أثنــاء الظــروف العاصفــة التــي تواجــه المنظــات عــى‬
‫والمثــر للاهتــام هنــا‪ ،‬أن الدراســات التــي تتبعــت أداء‬ ‫اختــاف أنواعهــا‪ .‬هــذا‪ ،‬وينقســم هــذا المقــال إلى جزأيــن‪،‬‬
‫المنظـات التـي انتهجـت سياسـات تخفيـض العمالـة لديهـا‬ ‫حيــث يتنــاول الجــزء الأول القواعــد المتعلقــة بــإدارة المــوارد‬
‫أثبتـت أن أداءهـا لم يتفـوق البتـة عـى أداء المنظـات التـي‬ ‫البشريــة في زمــن التقشــف وأهميــة الســلوك القيــادي‬
‫لإدارة برامـج وسياسـات التقشـف‪ .‬بينـا يتنـاول الجـزء الثـاني‬
‫لم تقــم بذلــك أصــا‪.‬‬ ‫الاســراتيجيات المثــى لإدارة التقشــف والقواعــد المتعلقــة‬
‫أمـا عندمـا يكـون الاقتطـاع مـن رواتـب الموظفـن ش ًرا لا بـد‬ ‫بإجــراء عمليــات إعــادة الهيكلــة وإحــداث تغيــرات بالتصميــم‬
‫منــه‪ ،‬فإنــه لا يــزال لــدى الإدارة خيــارات عــدة للقيــام بذلــك‬ ‫التنظيمـي وكيفيـة تبنـي المنظـات لخطـة تغيـر تنظيمـي‬
‫وبطــرق مختلفــة وأكــر رشــ ًدا‪ ،‬منهــا تشــجيع خيــار التقاعــد‬ ‫محكمـة لسياسـات وبرامـج التقشـف لمسـاعدتها عـى تجـاوز‬
‫المبكــر‪ ،‬وهــو مــا فعلتــه حكومــة ولايــة "ويسكنســون"‬
‫الأميركيــة خــال أزمتهــا الماليــة ســنة ‪ 2002‬وأحــرزت نتائــج‬ ‫الأزمــات التــي تواجههــا‪.‬‬
‫ُمرضيــة‪ ،‬أو تقديــم خيــار الإجــازات غــر مدفوعــة الأجــر كــا‬
‫قامــت شركــة تصنيــع المو ّصــات الكهربائيــة التايوانيــة‬ ‫إدارة الموارد البشرية في زمن التقشف‬

‫إن القاعــدة الأساســية عنــد اتخــاذ المنظــات لأي إجــراءات‬