Page 23 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 45 - كانون الأول/ديسمبر 2020
P. 23

‫‪23‬‬                                                                      ‫العدد ‪ - 45‬كانون الأول‪/‬ديسمبر ‪2020‬‬
                                                                         ‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬

    ‫أيضــا‪ .‬فــ "القيــادة" تركــز عــى تحقيــق الأهــداف بطــرق‬        ‫(‪ )TSMC‬خــال أزمتهــا الماليــة ســنة ‪ ،2009‬حيــث اســتطاعت‬
    ‫وأســاليب إبداعيــة‪ ،‬فضــا عــن تركيزهــا عــى تحقيــق‬              ‫هــذه الأخــرة بعدهــا أن تعيــد مــن قامــت بتسريحهــم بــل‬
    ‫العدالــة واســتشراف المســتقبل وتجــاوز التفاصيــل‪ .‬في‬             ‫تجــاوزت نســبة تشــغيل فاقــت بكثــر مــا كان عليــه الحــال‬
    ‫حــن تركــز "الإدارة" عــى معايــر الكفــاءة والجوانــب‬             ‫قبــل الأزمــة‪ .‬أي ًضــا‪ ،‬يمكــن لــإدارة أن تحــدث تعديــات عــى‬
    ‫الكميــة في ترشــيد النفقــات والميــل لتحقيــق المســاواة‬          ‫أنظمــة الدفــع والحوافــز‪ ،‬بطريقــة يتــم فيهــا الربــط بــن‬
    ‫أكــر مــن العدالــة والإنصــاف‪ .‬فعنــد الاقتطــاع مــن مرتبــات‬    ‫مـدى قـدرة العاملـن والوحـدات المختلفـة عـى الحـد مـن‬
    ‫الموظفـن‪ ،‬عـادة مـا يهتـم "المديـر" بمسـاواة العاملـن‬               ‫كلـف التشـغيل والحوافـز الممنوحـة لهـم وتشـجيع ومكافأة‬
    ‫بالاقتطـاع بـرف النظـر عـن فئاتهـم‪ ،‬ومـدى تأثـر وقـدرة‬              ‫الموظفـن المبدعـن‪ ،‬ولنـا بالتجربـة النيوزلنديـة خـر مثـال‪،‬‬
    ‫كل فئــة عــى تحمــل الاقتطــاع‪ ،‬فتشــعر هــذه الفئــات‬             ‫فقـد اسـتحدثت الحكومـة نظامـا للربـط بـن مقـدار التخفيـض‬
                                                                        ‫في النفقــات التــي يحققهــا المديــرون العامــون للهيئــات‬
                      ‫بالظلــم الناتــج عــن مســاواتهم بغيرهــم‪.‬‬       ‫الحكوميـة بقـرار تجديـد عقودهـم سـنويًا‪ .‬كل هـذا فضـ ًا عـن‬
    ‫والمديـر عـادة لا يميّـز كثـ ًرا بـن الوحـدات الأكـر انتاجيـة‬       ‫الخيـارات المتعـددة للتوظيـف المـرن‪ ،‬والعمل الجـزئي أو عن‬
    ‫مــن غيرهــا‪ ،‬مــا لا يحقــق مبــدأ العدالــة‪ .‬وعندمــا تجــد‬       ‫بعـد أو العمـل الموسـمي أو غيرهـا أو مزيـج‏ منهـا‏جمي ًعـا‪.‬‬
    ‫الإدارة أن الاقتطــاع مــن رواتــب وبــدلات العاملــن لديهــا‬       ‫‏كـا يمكـن للمنظـات تجميـد عمليـات التوظيـف وتر ّكـز عـى‬
    ‫أمــ ٌر لا مفــر منــه‪ ،‬فالأصــل أن تســاوي نفســها بالعاملــن‪،‬‬     ‫المـوارد البشريـة المتاحـة لهـا‏بتمكينهـا وتدريبهـا وإعـادة‬
    ‫وذلــك أضعــف الإيمــان‪ .‬أمــا إن أرادت أن تتــرف حســب‬
    ‫معايــر القيــادة‪ ،‬فعليهــا أن تبــدأ بنفســها أولا فتكــون‬                     ‫تدويرهــا بمــا يضمــن‏الاســتفادة القصــوى منهــا‪.‬‬
    ‫القـدوة لغيرهـا‪ .‬لقـد قالهـا "غانـدي" للنـاس في كفاحـه‬              ‫ونــود الإشــارة هنــا إلى أن هنــاك "قــادة" أذكيــاء وجــدوا‬
    ‫مـن أجـل اسـتقلال الهنـد ذات مـرة‪" :‬إذا واجهنـا المجاعـة‪،‬‬           ‫الأزمـات سـانحة لاسـتقطاب بعـض العاملـن الذيـن اسـتغنى‬
    ‫كونـوا عـى يقـن أننـا سـنأكل بعـد أن تأكلـوا"‪ .‬ويعتـر "لي‬           ‫عنهــم‏منافســوهم للعمــل في منظماتهــم‪ ،‬مثلــا قــام‬
    ‫أياكـوكا" مثـا ًل آخـر عـى ذلـك‪ ،‬فبعـد أن اختلـف مـع مالـك‬          ‫بـه رجـل الأعـال الأردني زيـاد المناصـر‪ ،‬الرئيـس التنفيـذي‬
    ‫شركــة "فــورد" الأميركيــة نتيجــة لأفــكاره غــر التقليديــة‬      ‫‏لمجموعــة المناصــر‪ ،‬بتوظيــف ‪ 2600‬موظــف في شركاتــه‬
    ‫وتـم طـرده منهـا عـام ‪ ،1978‬اسـتقطبته شركـة "كرايسـلر"‬              ‫خــال الأزمــة الماليــة العالميــة ‏عــام ‏‪ ،2009‬وكانــوا مــن‬
    ‫وقــد شــارفت حينهــا عــى الإفــاس ليكــون مديرهــا‬                ‫الكفـاءات التـي اسـتغنت عنهـا شركاتهـم خـال تلـك الأزمـة‪.‬‬
    ‫التنفيــذي‪ ،‬فــكان أول قــرار اتخــذه فــور توليــه قيــادة‬
    ‫الشركــة أن جعــل راتبــه دولا ًرا واحــ ًدا فقــط مــع أن مرتبــه‬           ‫القيادة والعدالة ضرورتان لإدارة برامج التقشف‬

                                          ‫فيهــا كان ‪ 360‬ألــف دولار‪.‬‬   ‫الظــروف الاســتثنائية تحتــاج لمهــارات قياديــة اســتثنائية‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28