Page 9 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 58 - نيسان / أبريل 2022
P. 9
9 العدد - 58نيسان /أبريل 2022
zajel@dohainstitute.edu.qa
حوار العدد
فــي إبداء الــرأي ،وترجيح بعــض الآراء على غيرها، الأخــرى -ينــزع نحو الانطلاقــة ال ّصفريّــة ،وتغيب •هل د ّرست في جامعا ٍت أخرى قبل
وكيفيّــة التوفيق بين ما يمكن التّوفيق فيه ،والتخلّص عنــه ســمة التّراكم ّية ،بســبب عدم تق ّيــد الكثير من
من نزعة التّشــ ّبث بما يظ ّن أنّه من المســل ّمات ،وهو الباحثيــن بإطارنظ ّريمعيّن،أوأصولنظريّة ينطلق تدريسك في معهد الدوحة؟ وما الذي
ليس في الحقيقة منها؛ إذ إ ّن التّشــ ّبث لا يكون عادة منها ،كما أ ّن غياب المدراس اللّســانية العرب ّية ،وقلّة دفعك لاختيار المعهد للتدريس فيه؟
إ ّل بمايعتقدبص ّحتهدوندليل،وعادةمايكونتغيير الاجتهادات ،وندرة ال ّنظريّات،جعلت أغلب البحوث
ال ّرأي فيه أعســر مطاوعة من غيــره مما بن ّي على أدلّة نس ًخا مش ّوهة أو ترجمات مح ّرفة لما تنتجه المدارس د ّرســتفيعــددمن الجامعــات ،كجامعةطرابلس
اللسانية الغربية .ولذا ينبغي لنا إذا ما رمنا الخروج من بليبيــا ،وجامعة إدنبره ببريطانيا ،وجامعة ال ّشــارقة
علميّة يمكن التح ّقق منها ،وإعادة اختبارها بنجاح. هذه الأزمة أن تر ّسخ في طلابنا أهميّة البناء التراكم ّي بدولــة الإمارات العرب ّية المتّحدة .أما اختيار المعهد
في البحث العلم ّي ،وضرورة التّقيّد بمقاربات علميّة فهو اختيار موفّق لكل من يه ّمه تنمية مهارات التفكير
•ما طبيعة المشاريع البحثيّة التي تعمل ترتبــط بأطر نظريّة محــ ّددة ،كما ينبغي أن نع ّودهم العليا والبحث العلم ّي لدى طلبة الدراســات العليا،
على الجرأة فــي الاجتهاد المدعوم بمهارات التفكير ث ّم إ ّن ســمعة المعهد العلميّة المتميّزة والمتح ّســنة
عليها في حقل اللسانيات والمعجمية ال ّناقد ،والقدرة على ح ّل المشــكلات ،وعدم التر ّدد باســتمرار تعــ ّد من أهــ ّمجوانب الجذب لأســاتذة
العربية؟ الجامعــات فــي كل مــكان ،ولا ينبغــي أن نتجاهل
البطاقة التعريفية ظــروف العمل والبيئــة الاجتماع ّيــة المريحة داخل
لع ّل مــن أه ّم أعمالــي الاجتهــادات المقترحة نحو من هو الدكتور محمد محمد المعهــد ،عــاوة على وجود تخ ّصص دقيق يناســب
بناء ما أســ ّميه نظرية المســالك والغايات في دراسة
التّخاطب ،الّتي أرجو أن تمثّل نقلة أساسية في تص ّور يونس علي؟ اهتماماتي ،وليس له نظير في عالمنا العرب ّي.
المعنى في تحليل الخطاب ووظيفته فيه؛ إذ تفترض
أن الغــرض مــن التخاطب وتأثيــره الغائي ما هما إلا لع ّل أفضل تعريف يق ّدمني للآخرين •حازت أطروحتك في الدكتوراه على
عنصــران من عناصر التخاطب التي لا ينبغي إغفالها. هو أنني طالب علم يعشق
أما اللفظ والمعنى فهما وســيلتان فقط لبلوغ مقصد التّدريس والبحث العلم ّي. جائزة Leigh Douglasلأفضل دكتوراه في
المتكلّم ،الذي يشــ ّكل مع غرضــه وغايته (بالمعنى الجامعات البريطانية عام .1997ح ّدثنا
الاصطلاحي لــكل منها) المثلّث المؤلِّــف للمراد من
القولــة أو الخطــاب .كمــا يفترض أن بلــوغ الغرض عن موضوع أطروحتك ،وكيف فازت بهذه
والغاية ممك ٌن من خلال ما ُســ ّمي بالمسالك الذهنية الجائزة؟
والتخاطبيــة التي يختارهــا المتكلم .وتتضافر بعض
هــذه المســالك -التــي تعمل وفق مبــادئ تخاطبية كان أحد الأهداف الرئيسية للأطروحة هو استكشاف
محددة -لإنتاج غرض تخاطبي أو أكثر ،وقد تتعارض وصياغة العديد من النظريات البراغماتية ،والمبادئ
بعضهــا مــع بعض ،ويحــل التعارض غال ًبــا لصالح التواصلية ،والآراء اللغوية لعلماء الأصول ،وصوغها
في شــكل نمــاذج ( .)modelsوكانت هذه الدراســة
أول محاولــة لفحــص المناهج التي اتبعها الســلف
وجمهــور الأصوليين من وجهة نظــر براغماتية .وقد
تعــززت آراء علماء الأصول الجزئيّة بصياغة الأصول
النظريــة الّتــي ل ّمت شــملها فــي إطار عــام موحد
. uniform theoretical frameworkوبالغــوص
في مبادئهم الفلســفية الأساسية ،وبربط آرائهم في
الحمــل والتخاطب بوجهات نظرهــم الأنطولوجية
والإبســتمية والكلاميــة ذات الصلــة ،ومقارنة هذه
الآراء بنظرائها عند البراغماتيين المعاصرين.
وقــد أعلن عــن نتيجة الجائزة في الحفــل الذي ُعقد
بجامعــة أكســفورد علــى هامــش أحــد مؤتمــرات
،BRISMESوحضــره مئات الباحثين من مختلف دول
العالم ،وتُ ّوج بحضور بعض المســؤولين والسفراء،
من بينهم وزير الشــؤون الخارجيّــة البريطاني ،وما
زلت أذكر أ ّن الخبر لقي اهتما ًما من عدد من وســائل
الإعــام ،منهــاجريدة العــرب اللندن ّيــة ،وجريدة
الحياة ،وقناة .MBC
•من وحي اطّلاعك ودراستك للّسانيات
الغرب ّية ،كيف تقيّم الواق َع البحث ّي المعاصر
في حقل اللّسانيات العربيّة؟
على الرغم من وجود بعض الدراســات الجا ّدة ،فإ ّن
البحث اللســان ّي العربــ ّي -كغيره من مجالات البحث