Page 30 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 52 - أيلول / سبتمبر 2021
P. 30

‫‪30‬‬                                                                            ‫العدد ‪ - 52‬أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪2021‬‬
                                                                           ‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬
               ‫أقلام‬

                      ‫الطاعة والانصياع‪ ..‬المحددات والتطبيق‪:‬‬
                          ‫قراءة في علم النفس الاجتماعي (‪)1‬‬

                                                    ‫عمر عابدين‬                        ‫ميلغرام ومفهومي الطاعة والسلطة‬

                           ‫	•برنامج ماجسـتير علم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬  ‫في سـتينيات القـرن المـاضي‪ ،‬قدم عـالم النفس‬
                                                                           ‫الاجتماعـي‪ ،‬سـتانلي ميلغـرام‪ ،‬دراسـات وتجـارب‬
‫في بدايــة الأمــر‪ ،‬عندمــا شــعر الطــاب بــألم‬                           ‫عـدة لفحـص واستكشـاف درجـة وأسـباب الانصيـاع‬
‫توقـف المشـاركين عـى الفـور‪ ،‬ولكـن مـع كثافـة‬                              ‫والإذعــان أمــام الســلطة‪ .‬ويُعــد ميلغــرام مــن‬
‫حـدة "الأمـر" ومـع الضغـط بعبـارات متتاليـة مثـل‪:‬‬                          ‫بــن أهــم مــن وصــف وفــر الطاعــة للســلطة‪،‬‬
‫"يرجــى المتابعــة" "لا تتوقــف‪ ..‬التجربــة تتطلــب‬                        ‫وكيــف يتحــول النــاس إلى أشرار؟ وكيــف يتحــول‬
‫منــك المتابعــة" "مــن الــروري أن تســتمر" و‬                             ‫الموظــف أو "عبــد المأمــور" إلى آلــة دمويــة؟‬
‫"لا تتوقــف أبــ ًدا‪ ،‬وأخــ ًرا في النهايــة‪ ،‬جــاء الأمــر‬                ‫وكيـف أن الأفعـال الروتينيـة‪ ،‬اليوميـة‪ ،‬العمليـة‪،‬‬
‫الأعظـم‪ ،‬ليـس لديـك خيـار آخـر سـوى المتابعـة"‪.‬‬                            ‫يمكـن أن تـؤدى إلى هـاك البـر وعـدم الرأفـة‬
‫خلصــت التجربــة إلى أن ‪ 65%‬مــن المشــاركين‬                               ‫بهــم؟ لذلــك‪ ،‬كان ميلغــرام (‪ )1963‬مهتــ ًا‬
‫أكملـوا التجربـة وبدرجـة وصلـت إلى ‪ 450‬فولـت‪،‬‬                              ‫بالبحـث في المـدى الـذي سـيذهب بـه الأشـخاص‬
‫أي أعــى فولــت‪ .‬بمعنــى أنهــم أطاعــوا أوامــر‬                           ‫في إطاعــة التعليــات إذا كان ذلــك ينطــوي‬
‫الســلطة‪ .‬ولكــن يــأتي هنــا الســؤال الأهــم‪ ،‬مــا‬
                                                                                                         ‫عــى إيــذاء شــخص آخــر‪.‬‬
             ‫الــذي جعلهــم ينصاعــون للســلطة؟‬                            ‫كان الإجــراء المطلــوب مــن المشــاركين هــو‬
                                                                           ‫"إعطــاء صدمــة كهربائيــة" لأحــد الطــاب‪ ،‬وكان‬
            ‫ما الذي يجعل من الطاعة أم ًرا ممك ًنا؟‬                         ‫ميلغــرام يهــدف إلى أن يعــرف مــا هــو شــكل‬
‫عـدة عوامـل تفـر ذلـك السـلوك‪ ،‬ومـن المهـم‬                                 ‫التفاعــل بــن المشــارك والطالــب الــذي يواجــه‬
‫النظـر في كل منهـا عـى حـدة لفهـم الدوافـع‬                                 ‫الصدمــة الكهربائيــة‪ ،‬مــاذا ســيفعل المشــارك‬
‫تجـاه اتخـاذ القـرارات نحـو الطاعـة‪ .‬بعبـارة أخـرى‪،‬‬                        ‫عندمــا يشــعر الطالــب بــالألم‪ ،‬ويــرخ في‬
‫لمـاذا نطيـع الآخريـن؟ ومـا وراء سـلوك الطاعـة‪،‬‬                            ‫المشـارك بـأن يتوقـف؟ هل سـيتوقف المشـارك؟‬
                                                                           ‫أم أنــه ســيواصل العمــل (مــا مــدى إطاعــة‬
                      ‫هـل ثمـة شيء يكمـن هنـاك؟‬                            ‫الســلطة؟) وكانــت النتائــج عــى النحــو التــالي‪:‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34