Page 28 - نشرة زاجل الإلكترونية - العدد 50 - أيار / مايو 2021
P. 28

‫‪28‬‬                                                                                     ‫العدد ‪ - 50‬أيار ‪ /‬مايو ‪2021‬‬
                                                                               ‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬
         ‫أقلام‬

                ‫قرصنة البيانات‪ ..‬تغذية الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي‬

                                                 ‫مهيب الرفاعي‬                  ‫يشــر مصطلــح "القرصنــة" أو "‪ "Hacking‬إلى أي نشــاط إلكــروني‬
                                                                               ‫مــن شــأنه الوصــول إلى معلومــات وبيانــات مســتخدمي الإنترنــت‪،‬‬
                             ‫	•خريج برنامج ماجستير الإعلام والدراسات الثقافية‬  ‫ضمــن أي نطــاق افــراضي بــدون إذن دخــول مبــاشر مــن‬
                                                                               ‫المسـتخدمين أنفسـهم‪ .‬يعتمـد القراصنـة مجموعـة مـن الأسـاليب‬
‫صدمــت النتائــج العديــد مــن المتابعــن والمحللــن الإعلاميــن‬               ‫التـي تمكنهـم مـن الحصـول عـى بيانـات المسـتخدمين‪ ،‬وأهمهـا‬
‫والسياســيين‪ ،‬ليتبــن لاح ًقــا أن مؤسســة “فيســبوك" كان لهــا دور‬            ‫اســتخدام تقنيــة "بوت ِنــت" المختــرة مــن "روبــوت نتــوورك"‪،‬‬
‫كبــر في نــر وترويــج آلاف القصــص والأخبــار الكاذبــة التــي أثــرت‬         ‫والتـي تعمـل بهيئـة برامـج خبيثـة تـؤدي إلى الدخـول إلى بيانـات‬
‫عــى آراء الناخبــن الأمريــكان‪ ،‬بمــا يتناســب مــع حاجــة الحملــة‬           ‫المســتخدمين وتعطيلهــا بعــد سرقتهــا‪ ،‬وفي أحســن الأحــوال‬
‫الانتخابيــة التــي قادهــا فريــق ترامــب حينهــا‪ .‬اعتمــدت فيســبوك‬          ‫تبقيهــا عــى مهماتهــا مــع مراقبتهــا الدائمــة مــن خــال تنصيــب‬
‫خــال هــذه الحملــة عــى تسريــب بيانــات مــا يقــارب ‪ 87‬مليــون‬             ‫نظـام تشـغيل شـبيه بالنظـم التقليديـة‪ ،‬مـع القـدرة عـى التحكـم‬
‫مســتخدم‪ ،‬والتعــرف عــى اهتماماتهــم وتفضيلاتهــم‪ ،‬وتنســيق‬
‫إعلانــات وقصــص تهمهــم بعــد التعــرف عــى حالاتهــم النفســية‪،‬‬                                                      ‫بقنــوات الدردشــة عــل الانترنــت‪.‬‬
‫بالتعــاون مــع شركــة كامبريــدج أناليتيــكا المختصــة بجمــع البيانــات‬      ‫وعـى مسـتوى آخـر‪ ،‬يعتمـد القراصنـة عـى اسـتخدام فيروسـات‬
‫وتحليلهـا‪ ،‬خصو ًصـا اسـتخراج معلومـات تتعلـق بالحمـات الانتخابيـة‪.‬‬             ‫تتعــرف عــى طــرق عمــل البريــد الإلكــروني تكــون بهيئــة رســالة‬
‫تهــدف شركات جمــع البيانــات‪ ،‬والتــي أساســها أمنــي غالبًــا‪،‬‬               ‫إلكترونيــة أو مــا يســمى "ســبام‪ "Spam‬تكــون قــادرة عــى‬
‫إلى خــداع المســتخدمين ودفعهــم إلى الإدلاء ببيانتهــم عــر‬                   ‫رصــد جميــع البيانــات الصــادرة والــواردة عــر البريــد الإلكــروني‬
‫تطبيقــات تبــدو حقيقيــة ولكنهــا تحمــل مهــات سريــة لا يمكــن‬              ‫للمســتخدمين‪ .‬أمــا الأكــر انتشــا ًرا‪ ،‬فهــي مــا يســمونه في علــم‬
‫للمســتخدمين الاطــاع عليهــا و لا تــ ّرح عنهــا الشركــة‪ ،‬أو مــن‬            ‫الرقميــات "الاحتيــال الإلكــروني ‪ "E-phishing‬إذ تجــري هــذه‬
‫خـال اسـتبيانات يملؤهـا المسـتخدمون ثـم يقارنونهـا باهتمامـات‬                  ‫العمليــة مــن خــال تعقــب المســتخدمين بهــدف الحصــول عــى‬
‫هــؤلاء الأشــخاص أنفســهم عــى فيســبوك‪ ،‬الأمــر الــذي يراكــم‬               ‫بياناتهــم عــر انتحــال هويــة من ّصــة أو موقــع موثــوق لطلــب‬
‫بيانـات يتـم بعـد تحليلهـا إرسـال إعلانـات أو أخبـار أو رسـائل وهميـة‬          ‫معلومـات س ّريـة مثـل كلـات المـرور وأرقـام الحسـابات والرقـم‬
‫تتحـدث عـن مبـادئ الديمقراطيـة و العدالـة الاجتماعيـة و الحريـة‬                ‫الوطنــي؛ بالإضافــة إلى "حصــان طــروادة ‪ "Trojan Horse‬القــادر‬
‫وغيرهـا‪ ،‬ولا تعـر عـن الواقـع بـأي صفـة‪ ،‬بل تلتقـي مـع اهتمامات‬                ‫عــى جعــل الأجهــزة مسر ًحــا لــكل المتســللين وقراصنــة البيانــات‪،‬‬
‫المسـتخدم لا غـر‪ .‬وعليـه‪ ،‬فـإن التعريـف الأقـرب لكيفيـة اسـتغلال‬               ‫وأبـرز أمثلتـه "سـتورم ‪ "2007‬الـذي اخـرق آلاف الأجهـزة مـن خـال‬
‫البيانـات في هـذه الحالـة يتمثـل في زرع معلومـات تبـدو حقيقيـة‬                 ‫رابــط عنوانــه "‪ 230‬قتيــاً في عاصفــة تــرب أوروبــا" ليتبــ ّن أنــه‬
‫لكنهــا مبالــغ فيهــا لدرجــة أنهــا لا تتفــق مــع الواقــع‪ ،‬وتســعى‬
‫المؤسســات التــي تحصــل عــى البيانــات إلى تضليــل الجمهــور‪،‬‬                                                             ‫شــيفرة اخــراق إلكترونيــة‪.‬‬

        ‫بهــدف إنتــاج روايــة كاذبــة تخــدم مصالحهــا بشــكل رئيــس‪.‬‬                                        ‫قرصنة بهدف صناعة الكذب‬

                           ‫القرصنة والدعاية (البروباغندا)‬                      ‫الســبب الرئيــي للقرصنــة هــو جمــع بيانــات المســتخدمين‬
                                                                               ‫واسـتغلالها سياسـ ًيا وتجاريًـا مـن قبيـل الترويـج للحمـات الانتخابية‪،‬‬
‫يــرى جــاك إيلــول في كتابــه "الدعايــة‪ :‬تشــكيل مواقــف الأفــراد"‬          ‫كـا حصـل في انتخابـات الولايـات المتحـدة الأميركيـة ‪ ،2016‬عندمـا‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32