Page 9 - نشرة زاجل الإلكترونية العدد 45 - كانون الأول/ديسمبر 2020
P. 9

‫‪9‬‬                                                                                                        ‫العدد ‪ - 45‬كانون الأول‪/‬ديسمبر ‪2020‬‬
                                                                                                          ‫‪zajel@dohainstitute.edu.qa‬‬

‫في الســنوات الأخيــرة على مشــروع ضخم يتعلق‬        ‫أعد ُت العمل على نص الرسالة التي حولتها إلى كتاب‬      ‫	•في بداية الحوار نود من ضيفنا التعريف‬
‫بالفيلسوف الألماني "فالتر بنيامين" وأهميته بالنسبة‬  ‫تم نشــره في أهم سلســلة لدراسات الأدب العربي‬
‫للســياق العربــي‪ ،‬ومــن مخرجات هذا المشــروع‪،‬‬      ‫فــي ألمانيا وصدر بالألمانية في ‪ ،2009‬ليلقى أصداء‬                                               ‫بنفسه؟‬
‫مؤتمــر حــول بنياميــن والعالم العربــي نظمته مع‬   ‫واســعة في المجــال‪ .‬أعدت العمل على المشــروع‬
‫زميلــي وصديقي الدكتور أيمن الدســوقي في برلين‬      ‫وتحديثــه وإعــادة صياغتــه بالعربيــة مــع مقدمة‬    ‫عاطف بطــرس العطار‪ ،‬باحث ومــد ّرس في برنامج‬
‫‪ ،2017‬ومجلد ضخم يتجاوز ‪ 400‬صفحة أوشــكت‬             ‫جديدة وطويلة ليصدر في "منشــورات المتوســط"‬          ‫ماجستير الأدب المقارن بمعهد الدوحة منذ ‪،2015‬‬
‫على الانتهاء منه وســيصدر قري ًبا في المركز العربي‬  ‫فــي عام ‪ 2019‬تحــت عنوان "كافــكا عرب ًيا – أيقونة‬  ‫ولدت ونشــأ ُت في القاهرة‪ ،‬وانتقلت في سن مبكرة‬
‫ليضــم بين طياته أول ترجمات دقيقة ومباشــرة من‬      ‫تحتــرق"‪ .‬عملــت بالبحث والتدريــس الجامعي في‬        ‫لألمانيا للدراسة‪ ،‬بعد تعلم اللغة الألمانية‪ ،‬قضيت‬
‫الألمانيــة لمجموعة من نصــوص بنيامين المحورية‬      ‫جامعة ماربــورج حتى عام ‪ 2015‬عندما انتقلت إلى‬        ‫الجــزء الأكبر من حياتــي في ألمانيا‪ ،‬درســت اللغة‬
‫مع الكثير من المقدمات والشروح والدراسات‪ ،‬ربما‬       ‫قطــر للعمل بمعهد الدوحة للدراســات في برنامج‬        ‫والأدب الألماني في جامعة "دســلدورف" وحصلت‬
‫ســيصبح الكتــاب الأكاديمي العربــي الأولمنهذا‬                                                           ‫علــى درجة الماجســتير بتقدير ممتــاز‪ ،‬الأمر الذي‬
‫النــوع ليفتــح مجالاتجديدة للقــراء العرب لفهم‬                           ‫ماجستير الأدب المقارن‪.‬‬         ‫أتــاح لي الحصول علــى منحة تفوق لدى مؤسســة‬
‫هــذه النصوص المعقدة والاســتناد إلــى ترجماتها‬                  ‫	•وما هي اهتماماتك البحثية؟‬             ‫"هاينريش بول" وهي مؤسسة مانحة قريبة من حزب‬
‫الدقيقــة‪ ،‬وفهــم مــا يعنيه لنــا هذا الفيلســوف‪،‬‬  ‫واستكما ًل لهذا الخط البحثي ومشروع كافكا‪ ،‬عملت‬       ‫الخضر في ألمانيا‪ .‬بقيت منتميًا لها لســنوات طويلة‬
‫فهــو ليس مجــرد إعــادة أو ترجمة مــا يكتب حوله‬                                                         ‫بعــد الدكتــوراه حيث تــم تعييني فخريًــا في لجنة‬
‫فــي الدراســات الغربية‪ .‬وســيتبعه مجلدات أخرى‬               ‫أعمل على مشروع بحثي‬                         ‫فحص وقبول المنح الدراسية‪ ،‬توقفت فقط عن هذا‬
‫مكملة حول بنيامين‪ ،‬وربما يمتد المشــروع فيما بعد‬               ‫خاص بالكتابات السجنية‬                     ‫العمــل التطوعي عندما أتيت إلى الدوحة‪ .‬وأنا مدين‬
‫لمقاربات جديدة حول الفيلسوفة حنة آرندت‪ ،‬فهو‬
‫مشروع يتســع لإعادة فهم ومقاربة سلسلة مرتبطة‬              ‫العربية وهي ظاهرة أدبية‬                                     ‫لهذه المؤسسة بالكثير من الخبرات‪.‬‬
‫من المفكرات والمفكرين الألمان‪ ،‬الترجمة بالمعنى‬          ‫نصية لم يلتفت إليها الباحثات‬
                                                                                                           ‫	•والتعريف بخبراته المهنية والأكاديمية؟‬
                                     ‫الواسع‪.‬‬                       ‫والباحثين بشكل جاد‬                    ‫أشرف ْت على رسالتي للدكتوراه أستاذة الأدب المقارن‬
‫أعمل أي ًضا منذ ســنوات طويلة على مشــروع بحثي‬                                                           ‫"بتينــا مينكه" منجامعة إيرفورت الألمانية وهي من‬
‫خاص بالكتابات السجنية العربية وهي ظاهرة أدبية‬                                                            ‫أهم الأســاتذة في المجــال‪ ،‬وتعلمت منهــا الكثير‬
‫نصية لم يلتفت إليها الباحثات والباحثين بشكلجاد‬                                                           ‫ومدين لها‪ .‬وكان موضوع الرســالة هو تحليل أصداء‬
‫ونقدي رغم غزارة الكتابة الســجنية‪ .‬لم يتم التنظير‬                                                        ‫الأديــب الألماني فرانــز كافكا في الفضــاء الفكري‬
‫لهذه الظاهرة ومحاولة فهمها خارج الأطر التقليدية‬                                                          ‫العربــي منذ بدايات التلقي والترجمة في ‪ 1939‬حتى‬
‫التــي تكتفي غالبًا بالتوثيق والتوصيف‪ .‬وقد نشــرت‬                                                        ‫وقت كتابة الرســالة‪ ،‬واســتند التحليل على مفهوم‬
                                                                                                         ‫للترجمــة يتجاوز فكرة عبور النصوص لحدود اللغة‬
                                                                                                         ‫والقوميــة والثقافــة وترحالها إلى فضــاءات ثقافية‬
                                                                                                         ‫وفكريــة مغايــرة تحتضــن حياة أخــرى للنصوص‪،‬‬
                                                                                                         ‫حياة تختلف عن حياتهــا الأولى تتفجر فيها لحظات‬
                                                                                                         ‫مفصلية‪ .‬لم يكن هدفي مجرد تحليل هذه الأصداء‪،‬‬
                                                                                                         ‫بــل فتــح آفــاقجديدة لفهــم ومراجعة مســارات‬
                                                                                                         ‫وانعطافات الفكر العربي المعاصر‪ ،‬من خلال فهم‬
                                                                                                         ‫عملية إعــادة توليد المعنى لنصــوص كافكا الأدبية‬
                                                                                                         ‫وكشــف الحمــولات والطاقــات الكامنــة بداخلها‪،‬‬
                                                                                                         ‫وبالتالي تضيف الدراســة من ناحية تراكماتجديدة‬
                                                                                                         ‫لمعانــي النص الأدبي‪ ،‬كما تســاهم في إعادة قراءة‬

                                                                                                          ‫تطورات الفكر العربي المعاصر الذي رحلت إليه‪.‬‬
                                                                                                         ‫اســتلزم البحث حوالي ست ســنوات بين المكتبات‬
                                                                                                         ‫والأرشيفات المختلفة وانتهى بالحصول على الدرجة‬
                                                                                                         ‫بتقديــر ممتاز في عام ‪ .2007‬وبعد التخرج بشــهور‬
                                                                                                         ‫عملت كأستاذ مساعد بقسم الأدب العربي المعاصر‬
                                                                                                         ‫في مركز دراسات الشرق الأوسط لجامعة "ماربورج"‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14