يعد برنامج دراسات الدكتوراه هو الأكثر شمولاً من نوعه في منطقة الخليج، وهو جزء لا يتجزأ من معهد مخصص بالكامل للعلوم الإنسانية والاجتماعية والإدارية، وهو في الواقع حقيقة تمنح البرنامج إحساسًا بالتركيز في مصطلحات الهوية وتوفير الموارد. يتم تعزيز هذا الشعور بالتركيز على حقيقة أن هناك "روح'' بدأت بالفعل في الظهور في معهد الدوحة لمجتمع أكاديمي قادر على الحفاظ على المشاركة المكثفة متعددة التخصصات في بعض القضايا الرئيسية التي تؤثر على المنطقة العربية وغيرها. هذه الروح والجو المرتبط بها من الانفتاح على الأفكار والنُهج الجديدة، وموقفها تجاه المناقشة والمناظرة/الحوار، وانغماسها في دفع التحقيق النقدي، تعدد الثقافات، والسعي نحو الأصالة، هي الظروف ذاتها التي تحتاجها دراسات الدكتوراه من أجل الازدهار.
يتم دعم رؤية المعهد من خلال الإدراك الشديد بأن النظرية والتطبيق لا يقفان في علاقة ثنائية التفرع مع بعضهما البعض، ولكنهما جزء من سلسلة متصلة يتقاطع فيها جزءان في نفس الوقت، ويثري كل منهما الآخر من حيث النطاق وإنتاج المعرفة. لذلك من المتوقع أن تستجيب دراسات الدكتوراه في معهد الدوحة لمشاكل التنمية في المجتمعات العربية من خلال التحليل وتقديم الحلول المناسبة.
يؤكد معهد الدوحة على التعلم القائم على مجال الدراسة/الموضوع باعتباره العمود الفقري لإنتاج خريجين مؤهلين في مجالاتهم، ولكنه يجمع أيضًا بين هذا ونهج متعدد التخصصات. يتم تحقيق ذلك من خلال هياكل مناهج واضحة المعالم لضمان أن التعلم لا يتم في قوالب دراسية فقط، ولكنه يتجاوز ذلك إلى خلق تجربة تعليمية غنية ومترابطة. يعد هذا الاهتمام بجودة التعليم أمرًا أساسيًا لمهمة معهد الدوحة في تخريج طلاب مؤهلين تأهيلاً عالياً من الدرجة الأولى في العلوم الإنسانية والاجتماعية والإدارية.
تتبنى دراسات الدكتوراه في معهد الدوحة نهجًا مركبًا يجمع بين عناصر من تقاليد أمريكا الشمالية وأوروبا، وخاصة المملكة المتحدة، والتي تتكون على التوالي من الدورات التأسيسية، والامتحان الشامل، والبحث المستقل المتعمق.
يعتمد البرنامج على خبرات أعضاء هيئة التدريس القادمين من جامعات مرموقة في أمريكا الشمالية وأوروبا والمنطقة العربية.
تركز دراسات الدكتوراه في معهد الدوحة على تزويد الطلاب بتدريب متعمق ومتقدم في الجانب النظري بالإضافة إلى المنهجية، والتفكير النقدي، وجمع وتحليل البيانات، والتوليف في مجالات تخصصهم المختارة وبدعم من أعضاء هيئة التدريس الناشطين في مجال البحث، والذين يملكون سجل مثبت من إنتاج المعرفة الحديثة في مجالات دراستهم.