احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا مساء الخميس 18 أيار/مايو 2023، بتخريج الفوج السابع من طلبة الماجستير بحضور ورعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة والوزراء، ورئيس وأعضاء مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا، ورئيس المعهد والأساتذة العمداء، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، إضافة إلى جمع من أهالي الخريجين والضيوف. وقد شهد الحفل الذي أقيم في قاعة الوسيل بفندق الريتز كارلتون تخريج 186 طالباً وطالبة، منهم 121 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، و65 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، ومن ضمنهم 93 خريجاً وخريجة بدعم من صندوق قطر للتنمية ضمن برنامج دولة قطر للمنح الدراسية للطلبة الدوليين.
وقد استُهِل الحفل بالنشيد الوطني وآيات من القرآن الكريم، تلا ذلك كلمة لرئيس المعهد الدكتور عبد الوهاب الأفندي، قال فيها: "نحتفل هذا العام بتخريج طلابنا، وبالحصول على الاعتماد الدولي المؤسسي للمعهد من الهيئة البريطانية لضمان الجودة، وباكتمال الاعتماد الدولي لكل برامج المعهد تقريباً من هيئة (فيبا) الألمانية ومن جمعية ناسبا الأمريكية، ما يجعل هذه نقطة فاصلة في تاريخ المعهد وتطوره. فقد فرغ المعهد من جهود إثبات نفسه للعالم لينتقل إلى مهمته الأساس في الإبداع البحثي والتجويد التعليمي والتشبيك العالمي وخدمة المجتمع، مشيراً إلى أن المعهد يحتفل أيضاً بالانطلاق الكامل لبرنامج الدكتوراه، الذي فاق هذا العام التوقعات وخطط المعهد من ناحية عدد ونوعية الطلاب المقبولين ".
وأضاف الأفندي، " أن القبول في الماجستير شهد قفزة مهمة على صعيد مستوى المتقدمين. وقد جاء طلابنا المقبولون هذا العام من 145 جامعة حول العالم، لافتا إلى أن كل هذه المؤشرات، من إقبال طلابي نوعي، وانطلاقة قوية لمسار الدكتوراه، مع اكتمال الاعتماد الدولي، تمثل قفزة كبيرة على طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمعهد في التميز إقليمياً ودولياً، وهو إنجاز له أهميته بالنظر إلى حداثة نشأة المعهد وحجمه".
وأكد الأفندي في كلمته على أن مساهمات المعهد تعززت عبر العمل المشترك مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إضافة إلى استضافته للعديد من المؤتمرات والندوات المهمة، الأمر الذي يؤكد على دور المعهد وموقعه المحوري عند نقطة تفجير ينابيع المعرفة ومجمع بحريها، وبما يعزز من مكانة قطر في قلب شبكة دينامية عالمية من التفاعلات والتلاقح في عملية انتاج المعرفة ونشرها والانتفاع بها.
وتقدم رئيس المعهد بالتهنئة للطبة الخريجين وتمنى لهم التوفيق والنجاح، مشيراً إلى أن المعهد الذي يتخرجون منه هذا العام يزداد تألقاً وإشعاعاً في المحيط الدولي، مما يزيد من فخرهم بمعهدهم، واعتزازهم بمؤهلاتهم.
وشهد الحفل – الذي قدمه كل من الطالب عبد الله العذبة من برنامج الدراسات الأمنية النقدية، والطالبة هناء التيجاني من برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني- عرض فيديو تأسيسي عن مسيرة معهد الدوحة للدراسات العليا، تلا ذلك كلمة للخريجين ألقاها كلا من سارة المهندي خريجة برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي وناصر ثابت خريج برنامج حقوق الإنسان، وشاركا فيها تجربتهما الدراسية في المعهد وقالا: "فتحَ معهُد الدوحةِ لنا أبوابَ التميّزِ البحثي والتفكيرِ النقدي، وسخَّرَ لنا كلَّ الأدواتِ والقدراتِ للمساهمةِ في إنتاج المعرفةِ وفقَ أعلى المعاييرِ العالميّة، وزوّدَنا بالمهاراتِ المهنيةِ والقيادية المتقدمة في مجالاتِنا، مما يستجيب لحاجاتِ وطنِنا العربي في التنميةِ المستدامة، ويُعين على مواجهةِ التحدياتِ الكبرى في بلداننا، ويساهمُ في نهضتها فكريًا واجتماعيًا واقتصاديًا منْ محيطِها إلى خليجِها".
وفي سياق متصل، ألقى الدكتور عيسى الحر كلمة عن مجلس إدارة رابطة الخريجين، أعلن فيها انطلاق الرابطة، ودعا الخريجين إلى الانضمام لها لربطهم بالمعهد وإبقائهم على اتصال دائم به من أماكن وجودهم المختلفة حول العالم. وأشار الحر إلى أن الرابطة ستلعب دوراً مهماً في تشبيكِ آلافِ الخريجين ببعضهم البعض، وجعلهُم يفكرون معاً في أفضلِ السبلِ وأنجعِها لنهضة وتنمية بلدانهم.
وقبل نهاية الحفل جرى عرض فيديو لخريجي الفوج السابع، وآخر يوثق قصص نجاح خريجي الأفواج السابقة، ليتفضل بعدها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور عزمي بشارة ، والدكتور عبد الوهاب الأفندي رئيس المعهد وعمداء الكليات بتسليم الشهادات للخريجين، عقب ذلك التقاط صور تذكارية جماعية للخريجين مع ضيف وراعي الحفل.
هذا، وكان معهد الدوحة للدراسات العليا قد احتفل بتخريج ستة أفواج منذ تأسيسه، بعدد إجمالي وصل إلى 1040 خريجا وخريجة. ويقدّم المعهد 18 برنامج ماجستير معتمدة دولياً في كليتين: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة. كما يطرح ثمانية برامج في مسار الدكتوراه هي: اقتصاديات التنمية، الإدارة العامة، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اللسانيات والمعجمية العربية، التاريخ، علم الاجتماع، الدراسات الإعلامية، الدراسات الأمنية النقدية.
وتجدر الإشارة إلى أن المعهد يتبنى نهج تكامل التخصصات، ويعتمد اللغة العربية لغةً أساس للدراسة والبحث، مع اشتراط إتقان اللغة الإنكليزية. ويعمل على تخريج الباحثين والممارسين الذين يمكنهم تطوير المعرفة والمساهمة في التنمية البشرية، مع الحفاظ على أعلى المعايير العلمية والأخلاقية؛ بالإضافة إلى تخريج المهنيين ذوي المهارات القيادية والنزاهة والكفاءة المهنية لتلبية احتياجات المنطقة في مجال التنمية المستدامة والتقدم الفكري والاجتماعي والمهني.