نشر في: 10/05/2023

استضافت كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة بمعهد الدوحة للدراسات العليا بتعاون مع مجلة حكامة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤتمرًا دوليًا حول حكامة بدون حكومة: الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية خلال وما بعد الصراعات. هدف المؤتمر إلى جمع كبار العلماء والخبراء من جميع أنحاء العالم لاستكشاف ديناميكيات الحوكمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي شهدت تحولًا في هياكل السلطة بسبب الأزمات المطولة والصراعات داخل الدول.  قامت الجهات الفاعلة غير الحكومية بأدوار نشطة في الحوكمة وصنع السياسات العامة في ظل غياب السلطة الرسمية، ويشمل ذلك الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة وزعماء القبائل والجهات الفاعلة الخاصة.  أدى صعود وسقوط هذه الجماعات إلى تقويض احتكار الدولة للعنف وتحدي السيادة وفرض الضرائب على الناس وتصدير الموارد.  وجادل كذلك المؤتمر أنه في المجتمعات المجزأة حيث لا تستطيع الدولة ممارسة سلطتها، تقدم المنظمات غير الحكومية والمانحون الدوليون المساعدات الإنسانية وإدارة الخدمات العامة، وتلعب القوى العالمية والإقليمية أيضًا دورًا في صراعات المنطقة، وتدعم شرائح مختلفة من المجتمعات المتضررة وتؤثر على عمليات صنع القرار. وهدف المؤتمر إلى استكشاف أسئلة مثل كيفية إرساء السلطة والشرعية على المستوى المحلي، وقدرة المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على إدارة الخدمات العامة، وكيف تستغل الجهات الفاعلة غير الحكومية غياب الأمن والسلطة المركزية لترسيخ جذورها في دول الصراع.

افتتح المؤتمر في صباح السابع من مايو بتقديم كلمات ترحيبية من قبل المنظمين ممثلاً بالدكتور موسى علاية من معهد الدوحة والدكتورة باربرا إبراهيم عن المنظمة الدولية لأبحاث القطاع الثالث، ايستر. وشهدت الجلسة الصباحية عروضاً حول الرؤى النظرية حول الجهات الفاعلة غير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ناقش المتحدثون شرعية وسيادة الجهات الفاعلة غير الحكومية والعلاقات بين القطاعات المختلفة بين مختلف الجهات الفاعلة في المنطقة. ركزت جلسة بعد الظهر على الحوكمة المختلطة والجهات الفاعلة غير الحكومية في فلسطين والعراق والسودان، واستكشاف دور منظمات المجتمع المدني في إعادة بناء السيادة في مجتمعات ما بعد الصراع. 

في اليوم التالي، استمر المؤتمر بعروض تقديمية حول الحوكمة والجهات الفاعلة غير الحكومية في سوريا وشمال إفريقيا، حيث ناقش المتحدثون دور المؤسسات البحثية المحلية الناشئة والمنظمات غير الحكومية في مجتمعات الصراع وما بعد الصراع. عقدت الجلسة الأخيرة من المؤتمر باللغة العربية وركزت على المجتمع المدني وبناء السلام في الجزائر وليبيا. واختتم المؤتمر برسائل ختامية من الدكتور حامد علي والدكتور موسى علاية الدكتورة باربرا إبراهيم، وأكدوا جمعيًا أهمية مواصلة الحوار حول الموضوع في المستقبل، وعلى أهمية العمل المشترك في تحقيق الأهداف المشتركة التي تم مناقشتها خلال المؤتمر.

وقد لاقت الجلسات إقبالًا كبيرًا من قبل المشاركين، الذين أبدوا إعجابهم بما تم طرحه خلال المؤتمر. ويأمل المنظمون أن يكون المؤتمر قد شكل فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة والتواصل بين المشاركين، وأن يساهم في دفع عجلة البحث العلمي في مجالات الإدارة العامة وصنع السياسات.