طلّابنا الأعزّاء وطالباتنا العزيزات، الجُدد والقدامى:
أحيّيكم أطيب تحيّة...
نيابة عن زملائي في الهيئة التدريسيّة والإدارية بكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، وبالأصالة عن نفسي أرحب بكم ويسعدني تهنئتكم ببدء مسيرتكم الدراسية للعام الأكاديمي 2020 2021، في وقت تنامت فيه تحدّيات انعكست آثارها على قطاع التعليم؛ وأعني هنا جائحة كوفيد 19، ولكن بفضل الله ثم جهود القائمين على المعهد؛ تسير قافلة العلم بعزم وسلام، متخذًّا -أي المعهد- تدابير صحّيّة عالية الجودة تحقّق للجميع بيئة صحّيّة آمنة .
تستقبل الكلّية كلّ عام آلاف الطلبات للالتحاق ببرامجها المختلفة، ويجري الاختيار ضمن منافسة شرسة شريفة؛ تُعنى بانتقاء الأكفأ والأجدر، فهنيئًا لكم هذه الفرصة التي أرجو أن تغتنموها وتحافظوا عليها بكلّ ما أُوتيتم من الحكمة والقوّة. فالكلّيّة مجتمع متنوّع يمارس ثقافة تبادل الآراء، ويُعدّ بيئة حاضنة لقيم العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، ديدنها الحوار وتبادل الأفكار؛ الأمر الذي يحقّق إلى مدى كبير رؤية دولة قطر 2030 التي تهدُف إلى الارتقاء بكافّة جوانب المجتمع من خلال خُطّة عمل طموحة وفاعلة، ولمّا كانت دولة قطر مركزًا اقتصاديًّا وتجاريًّا مهمًا يشكّل جسرًا عابرًا للثقافات وداعمًا لقضايا السلام في المنطقة العربيّة؛ اقتضت الحاجة مواكبة هذا التطوّر على الصعيديين الأكاديميّ والمهنيّ؛ سيظل كلّيّة الإدارة العامّة واقتصاديّات التنمية أحدى جسور تلك التواصل.
طلّابنا الأعزّاء وطالباتنا العزيزات:
لقد ذاع صيت كلّيّة الاقتصاد والإداة والسياسات العامّة خلال الأعوام الماضية؛ في أوساط المؤسّسات العامّة الحكوميّة وشبة الحكوميّة في دولة قطر والعالم العربيّ، وذلك نظرًا لما تتميّز به من برامج أكاديميّة تمّ تصميمها لتُسهم في تنمية المهارات العلميّة والمهنيّة؛ لتخرّج كوادر متميّزة قادرة على القيادة والإدارة واتّخاذ القرار، ناهيك عن تنمية وتطوير الجانب البحثيّ والأكاديميّ للخريجين؛ لمن سيسلك منهم طريقه إلى العمل الأكاديميّ في أروقة الجامعات.
إنّ برامج الكلّيّة الثلاثة: (الإدارة العامّة، السياسات العامّة واقتصاديّات التنمية) ، والتي حقّقت خطوات كبيرة في نيل الاعتماد الدوليّ من هيئة ناسبا وغيرها، وبما تتمتّع به من زخم علميّ ومعرفيّ يركّز على تنمية قدرات الدارسين لمواجهة التحدّيات المختلفة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وفكريًّا، ومع تعاقب أفواج الخريجين التي بدأت عام 2017 أربعون طالب و طالبة فقط ، تخرّج الكلية الآن أكثر من ثلاثة وسبعين طالبًا وطالبة سنويًّا من كافّة البرامج التي يخضع فيها الدارسون لعمليّة تعليم وتعلّم؛ صُمّمت لتواكب التطور العالميّ في مجالات الإدارة العامّة وتحليل السياسات و قيادة المجتمع ودراسة تحدّيات المجتمعات الاقتصاديّة وعلاقتها بالتنمية.
وكما تهتم الكلّيّة بالجانب الدراسيّ الأكاديميّ، تركّز أيضًا على الفعاليّات والورش والحلقات البحثيّة التي تنظّمها بشكل مستمر، وتواكب أيضّا فعاليّات المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، هذا الكيان البحثيّ والعلميّ الذي له وزنه الخاصّ، والذي يُعدّ وجوده مكسبًا كبيرًا لكلّ الدارسين.
وعلى صعيد الفعاليّات، تجهّز الكلّيّة الآن لمؤتمر AMEPPA، وغيرها من المؤتمرات المهمّة التي ندعو لها كبار الباحثين والمتخصّصين في شؤون الشرق الأوسط والعالم، ومن هذا المنطلق؛ أوصيكم بالاهتمام بالجانب البحثيّ، والعمل على التحضير لمشاريعكم البحثيّة في مُستهلّ مسيرتكم الدراسيّة؛ حتى تتشكّل لديكم معرفة تمكّنكم من الاطّلاع على مصادر المعلومات وطرق جمع البيانات وغيرها من المهارات التي تتطلّب وقتًا كافيًا، وستجدون في هذا الإطار كل الدعم والتشجيع الذي تتوقّعونه وأكثر.
هذا، ولا تنتهي علاقة الكلّيّة بطلّابها عقب تخرجهم، بل تمتدّ أواصر الصلة والمتابعة لتطوّرهم المهنيّ والعلميّ بشكل دوريّ؛ وتعمل على دعم وتقوية روابط الخرّيجين ليكونوا سفراء للكلّيّة وللمعهد ككل.
ختامًا؛ مرحبًا بكم طلّابنا المحلّيين والدوليّين في معهد الدوحة للدراسات العليا؛ هذا الصرح الذي ترعاه دولة قطر؛ البلد المضياف الكريم (كعبة المضيوم ) وقِبلة التحضّر والإنسانيّة.
دمتم بخير، وتفضّلوا بقبول خالص تحيّاتي.
د. حامد التجاني علي
عميد الكلية