يسعدني ويشرفني تواجدي في معهد الدوحة للدراسات العليا كعميدة لكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية. المعهد مؤسسة فريدة من نوعها من حيث مهمتها، برامجها، والمواهب التي تستقطبها من طلبة وأساتذة. ما من مؤسسة شبيهة بها من حيث الرؤية والأهداف في كل أقطار العالم العربي وبنفس القدرات لإحداث تغيير محليا وإقليميا. ان مستقبلنا يعتمد على نوعية وعمق المعرفة التي يتلقاها شاباتنا وشبابنا، التفكير النقدي، والتشابك الفكري مع ماضينا، حاضرنا ومستقبلنا لتحقيق قفزة فكرية نوعية. هذا ما نسعى له في معهد الدوحة.
يستقطب معهد الدوحة نخبة من الطلاب العرب لصقل مهاراتهم وتأهيلهم لهذا التشابك الفكري المُحاكي لاحتياجاتنا المحلية والإقليمية. بذلك يكون المعهد رائدا في تأصيل المعرفة وإنتاجها كمعرفة أصيلة نابعة من بيئتها وغير مرهونة ببقايا الاستعمار الفكري. بعبارة أخرى، يقود المعهد معركة فكرية على نطاق العالم العربي تحاكي الجهود العالمية الجارية لتأصيل المعرفة. ينفذ هذه المهمة أساتذة المعهد بابتكار أساليب تعليمية تحقق هذه الأهداف، بمساندة من طاقم اداري يرعى شؤون الأساتذة والطلاب والمسؤولين.
مهمتي كعميدة هو إدارة هذه العملية الأكاديمية على مستوى الكلية ووضع كل الإمكانيات المتاحة بتصرف البرامج لإكمال مهماتها. خبرتي التعليمية، الإدارية، وكذلك في مجال المشاركة الاكاديمية-الاجتماعية تهيؤني لتحقيق رؤية داخل الكلية ترتكز على التشابك بين صالح الفرد وصالح المجموعة وعلى ربط النجاح بالتعاون والبناء المستمر لقدرات الطلاب، الأساتذة والطاقم الإداري.
من المفارقات أني التحقت بالمعهد في فترة تحديات كبيرة فرضتها الظروف الصحية الحالية والتي تعامل معها معهد الدوحة بكل مرونة طورت استراتيجيات جديدة لاستيعاب جسد طلابي موزع إقليميا يتابع دروسه عن بعد.
إنْ تعلمنا أي شيء من هذه الظروف هي أن ما من عائق أمام عملية الاستثمار في الرأسمال البشري والتنمية البشرية المستدامة، ركيزتين أساسيتين من ركائز رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠.
نتطلّع الى المستقبل بكل أمل رغم ما يحيط بنا من تحديات.
الدكتورة أمل غزال
عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية